تسعى هيئة الدفاع عن زكريا موسوي، المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، إلى الحد من تأثير الشهادة السلبية التي أدلى بها المتهم (موسوي) أمام المحكمة الخميس، والتي عبر فيها عن أسفه لعدم سقوط عدد أكبر من القتلى في هجمات 11 سبتمبر2001، وشعوره بالإحباط لعدم تنفيذ المزيد من الهجمات. وتحاول هيئة الدفاع أن تظهر أن الموسوي عاش طفولة "فوضوية" وفي بيئة عنيفة وغير مستقرة في عائلة مضطربة عقلياً. وستقدم هيئة الدفاع عن موسوي، المعينة من قبل المحكمة، الاثنين إفادات لشهود من فرنسا حول الاضطرابات التي عانها موسوي خلال نشأته هناك، وانفصاله عن والده، وإيداعه، بواسطة والدته، في ملجأ مع شقيقه لمدة خمس سنوات، وتربيته مع شقيقتين تعانيان من اضطرابات نفسية. وبحسب ال سي إن إن وصفت عاملة اجتماعية تدعى جان فوغلسانغ، كانت قد اشتركت في 51 مقابلة مع أشخاص على علاقة بالموسوي، زكريا بأنه عاشة طفولة تتسم بالفوضوى، حيث كان الأب يضطهد الأم إلى أن تطلقا. كذلك قالت فوغلسانغ إن شقيقتي موسوى كانتا تعانيان من الأمراض النفسية، وأن الأبناء الثلاثة عولجوا في المستشفيات من أمراض واضطرابات نفسية. وأشارت فوغلسانغ إلى أنها تحدثت مع أفراد عائلة الموسوي وأصدقائه ومعلميه وأطبائه في فرنسا والمغرب. ومن المنتظر أن تستمتع هيئة المحلفين لشهود خلال هذا الأسبوع، حيث سيبدأ المحلفون بعدها مشاوراتهم حول الحكم الصادر بحق الموسوي الجمعة. وتشكل العقوبة التي ستصدر ضد موسوي الأمر الرئيسي المطروح أمام المحلفين للاختيار بين الإعدام أو السجن مدى الحياة، فيما تدخل المحاكمة أسبوعها السابع. وفي حال رفضهم الحكم بالإعدام، سيكون مصير موسوي السجن مدى الحياة. وكان الادعاء قد سأل موسوي، خلال الاستجواب، إن كان يرغب في المشاركة مرة ثانية، لو استطاع، في مؤامرة اختطاف الطائرات التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف شخص في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، فرد موسوي عليه بالإيجاب. وأقر موسوي للادعاء أن الالتحاق بتنظيم القاعدة كان من اختياره، وقال إنه كان يرّحب بتكليفه تنفيذ عملية انتحارية لمهاجمة أهداف أمريكية. وفي رده على أسئلة محاميه، قال موسوي إنه لا يشعر بالندم على الإطلاق لشن هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ووصف شهادة أقارب ضحايا الهجمات أمام المحكمة بأنها كانت "مقززة". وأضاف موسوي " لقد نفذنا الهجمات من أجل أن يشعروا بالألم.. وأتمنى لو كانت جرعة الألم أشد." وفي أثناء جلسة سابقة للمحاكمة، وللمرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول، استمع محلفون ومراقبون إلى تسجيل للحظات الأخيرة من قمرة القيادة لطائرة "يونايتد إيرلاينز"، للرحلة 93، التي أخطأت هدفها بفضل ركاب الطائرة. ويذكر أن المحلفين، وهم تسعة رجال وثلاث نساء، توصلوا بعد مشاورات مضنية إلى أن موسوي يستحق الإعدام، بسبب كذبه على المحققين الفيدراليين خلال استجوابه قبيل الهجمات. وكانت شهادة موسوي كفيلة - من وجهة نظر محققين أمريكيين - بإحباط هجمات سبتمبر، واعتقال نصف المهاجمين على الأقل.