سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هاآرتس" الإسرائيلية: أبو تريكة رمز قومي
آلاف الصبية والفتية يرونه قدوة ويرتدون قميصه.. رفضه الحصول على الميدالية من "أبوزيد" للاحتجاج ضد الوضع السياسي
عندما ارتدى قميصًا كتبت عليه عبارة تضامن مع قطاع غزة ضد إسرائيل لم ينتقده أحد أو يشكو منه أن يشهد لك الأعداء في الوقت الذي يضعك أبناء جلدتك في قائمة "الخونة والعملاء" لمجرد الاختلاف في وجهات النظر، فهذه قمة "الميلودراما" التي باتت سمة للمرحلة الراهنة، ففي الوقت الذي طلبت فيه الإعلامية رولا خرسا نجم كرة القدم الأشهر في مصر محمد أبوتريكة بترك المنتخب المصري واللعب لتركيا، بعد أن رفض الصعود لمنصة التتويج للحصول على ميدالية الفوز من طاهر أبوزيد وزير الرياضة عقب فوز الأهلي بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، وصفته صحيفة إسرائيلية بأنه رجل صاحب مبادئ من المستحيل إزاحته عما يتخذه من قرارات. فتحت عنوان: "أربع أصابع وميدالية العار"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن محمد أبوتريكة نجم الأهلي والمنتخب المصري لكرة القدم أعلن عن اعتزاله قريبًا، في الوقت الذي تمارس فيه ضغوط عليه كي يتراجع عن تلك الخطوة، لكن وكما تعود أصحاب الفرق الرياضية المصرية؛ فإن أبو تريكة هو رجل صاحب مبادئ من المستحيل إزاحته عما يتخذه من قرارات. وأضافت: "أبو تريكة ليس نجمًا رياضيًا قاد فريقه للنصر، بل إنه رمز قومي، وقميصه الذي يحمل رقم 22، يرتدي مثله آلاف الصبية والفتية المصريين الذين يرون فيه قدوة يحتذون بها، جدران القاهرة تمتلئ بصوره، وتصريحاته سواء على الصعيد الكروي أو السياسي، يتم اقتباسها كما لو كانت كلمات مقدسة، لكن وعلى الرغم من ذلك يتضح أيضًا أن الأبطال القوميين ليسوا محصنين من تقلبات السياسية في القاهرة". وأوضحت أن رفض أبو تريكة الصعود على منصة التكريم يوم الأحد الماضي بعد فوز فريقه على أورلاند الجنوب إفريقي وارتدائه قميصًا رياضيًا يحمل الرقم 72 عدد قتلى مذبحة بورسعيد، أثار تساؤل حول رغبة اللاعب المصري في إظهار احتجاجه ضد الوضع السياسي في مصر. وذكرت أن أبو تريكة عندما ارتدى قميصًا كتبت عليه عبارة تضامن مع قطاع غزة ضد إسرائيل لم ينتقده أحد أو يشكو منه، مضيفة أن منافسيه ينشرون في الشبكات الاجتماعية الإلكترونية صورًا له مع جمال نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهي الصور التي يتلقى فيها نجم المنتخب ميدالية منه، كما يركز خصومه على عدم مشاركته في ثورة يناير 2011 وقبل يومين فقط من سقوط مبارك ظهر في الميدان. وأشارت إلى أن منافسي أبو تريكة يتهمونه بتغيير مواقفه من لحظة لأخرى، وأنه كان جزءًا من النظام الحاكم السابق وهو الأمر الذي لا يصح مع رمز قومي. واعتبرت أن حالة أبو تريكة ليست منفردة؛ فهذا الأسبوع كان هناك لاعب آخر رأى في كرة القدم حلبة تصادم فكري لا رياضي؛ وهو أحمد عبد الظاهر مهاجم النادي الأهلي الذي رفع أصابع يده اليمنى الأربع كعلامة للنصر بعد إحرازه هدفًا ضد فريق أورلاند الجنوب إفريقي. وأوضحت أن تلك العلامة التي هي رمز لجماعة الإخوان المسلمين، كلفت عبد الظاهر ثمنًا غاليا، فقد عوقب من قبل ناديه، ولهذا لن يشارك في مباراة كأس العالم للأندية بالمغرب، كما تم عرضه للبيع. واعتبرت إلى أن المعركة ضد رموز "الإخوان المسلمين"، هي جزء لا ينفصل من الحرب السياسية والعسكرية ضدهم، فهو صراع من أجل إزاحة الجماعة من الشأن العام، ونزع الشرعية عنهم، مؤكدة في تقريرها أن ملاعب كرة القدم التي تحولت إلى مراكز للتعبئة السياسية، هي حلبة ذات تأثير كبير يضم مئات الآلاف من المشجعين الذين يحضرون المباريات علاوة على الملايين الذين يتابعونها عبر شاشات التليفزيون. واختتمت بقولها: "وفقًا لعدد من المحللين؛ فإنه لولا المشجعين العنيفين لفريق الأهلي والمسمون بالأولتراس، لكان من الصعب على متظاهري ميدان التحرير الوقوف أمام عمليات القمع الشرطية في الأيام الأولى للثورة، وعندما قرر هؤلاء المشجعون الوقوف إلى جانب المعارضين قرر الجيش سحب الشرطة من الشوارع والميادين تجنبًا لوقوع ضحايا كثيرين، ومن هنا كانت أهمية السيطرة على رموز كرة القدم، حتى لو كانت تلك الحرب ستمس بالقدرة الرياضية للفريق الرياضي والمنتخب الوطني".