حسمت جماعة "الإخوان المسلمين" أمرها وقررت بشكل رسمي خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة، رافضة الدعوة التي كان قد توجه بها عدد من قيادات الجماعة الحاليين والسابقين، المحسوبين على "الجناح الإصلاحي" إلى مقاطعة الانتخابات، في ظل غياب الضمانات لإجرائها في أجواء من الحيادية والنزاهة. وأعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" في مؤتمر الصحفي السبت، أن قرار المشاركة جاء بعد استطلاع آراء مجالس شورى الإخوان بالمحافظات، ومكاتبها الإدارية التي وافقت جميعها على المشاركة، موضحا أن القرار حظي بتأييد 98% من أعضاء مجلس الشورى. ولم يعلن بديع عن عدد المرشحين لكنه ألمح إلى أنه لن يتجاوز المنافسة على ثلث المقاعد البالغ عددها 444 يضاف إليها 64 مقعدًا مخصصًا ل "كوتة المرأة"، مشيرا إلى أن 86% من أعضاء مجلس الشورى العام وافق على أن تكون نسبة المشاركة في حدود 30% من إجمالي عدد المقاعد. وأوضح في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان: "مشاركة لا مغالبة" أن الإخوان بكل محافظة سيقومون بإعلان تفاصيل المرشحين وأعدادهم، والدوائر التي سيدخلون الانتخابات بها، وفقًا لظروفهم المحلية، وتماشيًا مع قرار مجلس الشورى العام. وأشار إلى أنه سوف يتم الإعلان عن الرقم النهائي للمرشحين، بعد مرحلة الطعون؛ بما يحقق المصلحة العامة، وبعد التنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين. ولفت إلى أن قرار المشاركة في هذه الانتخابات إعلاء لقيمة الإيجابية في المجتمع، وضرورة ممارسة الشعب لحقوقه الدستورية والقانونية، والتصدي للفاسدين والمفسدين، وعدم ترك الساحة السياسية مجالاً خصبًا لهم بدون حسيب ولا رقيب، وتعظيمًا للإرادة الشعبية للأمة، وترسيخًا لسنة التدافع. إلى ذلك، كشف الدكتور أحمد دياب، الأمين العام للكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" ل "المصريون"، أن دراسات أجراها باحثون – لم يكشف عن طبيعتها- رجحت فوز مرشحي الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بنسبة أكبر من المقاعد عن تلك التي حققتها في انتخابات 2005، وفازوا فيها مرشحوها ب 88 مقعدًا. لكنه قال إن تحقيق هذه النتائج رهن بإجراء انتخابات نزيهة، مستبعدا في ضوء الظروف الحالية وعدم وجود ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات القادمة أن يحقق "الإخوان" النتائج المتوقعة فيها، وأضاف: لا نستطيع أن نتنبأ بشيء في ظل هذه الغيوم التي تنبئ عن تزوير الانتخابات. وأشار إلى أن "الإخوان" سيدفعون بمرشحات للمنافسة على مقاعد "كوتة المرأة"، لافتا إلى سوف تكون هناك فرصة كبيرة لترشيح عدد أكبر من المرشحات الأخوات، موضحا أن "الإخوان" لديهم من الشعبية في دوائر كثيرة ما يمكنهم من ترشيح رموز نسائية تنافس بقوة في الانتخابات. وكانت الجماعة رشحت في الانتخابات البرلمانية عام 2005 اثنين من عضواتها وهما: الدكتورة مكارم الديري عن دائرة مدينة نصر، وجيهان الحلفاوي باٍلإسكندرية. من جانبه، أبدى المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بالجماعة وعضو الكتلة البرلمانية تفاؤله بالنتيجة التي يمكن أن يحققها "الإخوان" في الانتخابات القادمة، على الرغم من أن المؤشرات المتزايدة التي دفعت قيادات الجماعة إلى عدم التفاؤل في ظل توقع العديد من السياسيين والمراقبين بحدوث تزوير في الانتخابات المقبلة.