أكّد الرئيس اليمنِي علي عبد الله صالح أنّ أجهزة الأمن أعدت 30 ألف جندي لتأمين وحماية المشاركين في بطولة "خليجي 20" المقرّرة في محافظتي عدن وأبين في جنوب اليمن، في نوفمبر المقبل، وطمأن الرئيس صالح المواطنين في بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي بأنّ البطولة ستقام في أجواء آمنة، بعد تشديد الإجراءات، مؤكدًا أن المواطنين اليمنيين سيحرصون بأنفسهم على تأمين الضيوف المشاركين من منتخبات ومشجعين. تأتِي تصريحات صالح أثناء قيامه أمس السبت بزيارة ميدانية إلى محافظتي عدن وأبين للإطلاع عن كَثَب على العمل الجاري لإنجاز البنية التحتية للملاعب التي ستقام عليها مباريات البطولة، كما أنّها تأتِي في ظل المخاوف المتزايدة لدى الكثير من الأوساط اليمنية والخليجية من جراء الأوضاع الأمنية المتدهورة في جنوب اليمن، وبالأخصّ المناطق التي ستشهد إقامة البطولة؛ حيث قامت جماعات مسلحة مجهولة يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة، خلال الأشهر القليلة الماضية، بعمليات مسلحة استهدفت ضباطًا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) وجنودًا في قوات النجدة والشرطة والأمن العام، وسقط خلالها العشرات من الضباط والجنود، بين قتلى وجرحى. وحول الترتيبات والإجراءات الاحترازية لتأمين فعاليات "خليجي 20"، نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الرئيس صالح تصريحات لوسائل الإعلام، قال فيها: "إن الترتيبات الأمنية محكمة وتضمنت حشد نحو 30 ألف جندي من الأمن والقوات المسلحة وإقامة حواجز أمنية وسياج أمني كامل، يضم 3 سياجات على محافظات عدن وأبين ولحج، وهذه الاحتياطات الأمنية تَمّ اتخاذها من قبل اللجنة الأمنية برئاسة الأخ نائب وزير الداخلية الذي يعتبر المشرف الأول على تنفيذ الخطة الأمنية في المحافظات التي ستحتضن بطولة خليجي 20". وأضاف: "الإنجاز جيد ومطمئن، وليس هناك ما يدعو للقلق، وما يثار من مزاعم عن مخاوف أمنية ليس سوى زوبعة إعلامية وتسريبات تسعى إلى إيجاد شكوك وإثارة مخاوف". مؤكدًا أنه في ضوء كل هذه الترتيبات ستجرى بطولة (خليجي 20) إن شاء الله من دون حدوث أي طارئ، في حين لم يستبعد حدوث بعض الحوادث بقوله: "قد تحصل (طماشة) في أي وقت، ولا أحد يقدر أن يمنعها كما حدث في بلدان كبرى مثل ألمانيا في ميونيخ وزيوريخ، وفي أكثر من مكان في العالم، وكما حصلت حوادث في إنجلترا وأمريكا وغيرهما، لكن مثل تلك المفرقعات لن تؤثر على (خليجي 20) على الإطلاق ويجب ألا يبحث أحد عن ذريعة، فخليجي 20 ستجرى وفق ما هو مخطط لها". واستطرد صالح: "نحن واثقون ومطمئنون أن شعبنا العظيم يشعر بمسؤوليته ويحترم ضيوفه ويكنّ لهم كل التقدير والاحترام ويرحب بهم، وأن الشعب اليمنِي هو الحارس قبل ال30 ألف جندي المكلفين بتنفيذ الخطة الأمنية، فالشعب اليمني هو الحارس من صغيره إلى كبيره، من كل القوى السياسية، فالجميع يشعر بمسؤوليته إزاء هذا الحدث الذي سيحتضنه اليمن، إن شاء الله تعالى، خلال الفترة من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر المقبلين". وإزاء المخاوف من الأوضاع الأمنية المتدهورة في محافظة أبين بصورة لافتة للنظر، مؤخرًا، وردًا على سؤال بهذا الخصوص، والاكتفاء بإقامة البطولة في مدينة عدن، قال الرئيس اليمني: إنهم وضعوا الاحتياطات "بما يكفل أن تسير الأمور في أبين بشكل أفضل ومطمئن، وليس هناك أي قلق من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة، فقد تم دحر تلك العناصر من المحافظة بشكل جيد، والأجهزة الأمنية تواصل ملاحقتها لتلك العناصر في أي مكان يتواجدون فيه سواء في أبين أو شبوة أو حضرموت أو غيرها، وستستمر في متابعتهم حتى يتم تخليص شعبنا من هذه الآفة التي تشكل الأذى للأمن والاستقرار". واعتبر "الإرهاب آفة دخيلة على مجتمعنا اليمني الذي يرفض الأعمال الإرهابية ولا يقبل بتواجد مثل هذه العناصر الخبيثة والمتطرفة بين أبنائه». وقال: «نرحب بالأشقاء الخليجيين والجمهور الخليجي في وطنهم الثانِي اليمن، وسيكونون ضيوفًا أعزاء ومحل ترحاب من كل مواطن يمني شريف من أبناء شعبنا العظيم الذين سيكونون الحارس الأمين على ضيوفهم".