كيف ينسجم ضمير إنسان ما مع صاحبه أيا كان توجهه أو أيا كانت مهنته أو حرفته في إهدار أمانة النقل مهما كانت درجة الخلاف أو الاختلاف حول سيرة أحد الإصلاحيين المصلحين ، وقد تبعه الملايين على توجهاته وأفكاره ؟، فلا يكتفي بتزوير الانفعالات أو العبارات أو الإشارات أو الأحداث ، ولكن يمعن في دسّ ضميره في الوحل ؛فينسف جوهر الأحداث بتشويه حقيقة السياق ، وحقيقة الصراع بسرقة جنازة الرجل الصالح الداعية الموهوب رحمة الله عليه حسن البنا تضامنا مع المغتالين ، المفترين ، طيور الظلام الحقيقيين في غيهم ودناءتهم ، ففرضوا جميعا الحظر الإعلامي والإنساني على الجنازة الحقيقية ؛ فلم يشيعها إلا نساء الأسرة إلى جانب الوالد الشيخ رحمه الله ,وكذلك فرضوا الحظر على الجنازة التمثيلية فحرموا منها المشاهدين ومعها أبعاد الحقيقة الكاملة لقصة الصراع بين معسكر العلمانيين المخربين ومعسكر الإسلاميين والوطنيين المصلحين . تشابهت قلوبهم وضمائرهم ، الذين منعوا المشيعين من الجنازة بعدما اغتالوه جسديا منذ ستين عاما والذين منعوا المشاهدين من الجنازة بعدما حاولوا اغتياله معنويا وفشلوا بعد ستين عاما ، لم ولن يتحمل أمثالهم ولن يطيق وجدانهم معاينة التعاطف مع من اغتالوه جسديا وحاولوا اغتياله معنويا وفشلوا ولن يطيق وعيهم معاينة الوعي بحقائق الأمور تملأ عقول الجماهير التي أريد لها التخدير والتغييب . سارق مشهد الجنازة سرق معها مقدمات المشهد ، سرق مشهد بل مشاهد الاستبسال في مواجهة الصهاينة في فلسطين (48 ) ، وسرق مشاهد الاستبسال في مقاومة الاحتلال الإنجليزي ، وسرق مشهد التآمر على حل الجماعة واغتيال مؤسسها الرجل الصالح والداعية الموهوب في فايد ؛حيث اجتمع سفراء إنجلترا وأمريكا وفرنسا في 10/11/1948م؛ واتخذوا قرار الحل والتصفية ، وسرق مشهد إطلاق الرصاص على الرجل غدرا أمام جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس ، وسرق مشهد التهيئة والإعداد لمسرح الجريمة ، وسرق مشهد مقاومة الرجل لمن أطلق عليه الرصاص ، وسرق مشهد ترك الرجل ينزف ليلة الجريمة دون إسعاف حتى أسلم الروح رحمه الله ، وسرق مشهد الشيخ المكلوم الأب وهو يغسل الإمام المنحور الإبن رحمة الله علي الجميع ، وسرق مشهد محاصرة الجنازة بجحافل العسكر واعتقال كل من يحاول الاقتراب أو العزاء، وأخيرا وليس آخرا سرق مشهد مشاركة فكري مكرم عبيد باشا المسيحي في العزاء رغم محاولات المنع !!!.كل هذه المشاهد كانت سابقة ومصاحبة ولاحقة لمشهد الجنازة وذات دلالة عميقة على طبيعة الصراع ، لذلك كان الحل هو إلغاء المشهد الرئيس فتلغي معه بقية المشاهد الكاشفة لمعادن هؤلاء الذين يحكمون مصر ولمستوي الخسة في الخصومة والعداوة والبغضاء !! .... ولا عزاء للموضوعية والرؤية الفنية التي تخص صاحبها وحرية الإبداع وكل مرادفات الاستعباط والاستغفال والاستهبال العلماني البغيض ! صاحب الضمير ( البلاستيك ) الذي ابتلع جنازة لها في السياق مقدمات ونتائج ودلالات سياسية ووطنية واجتماعية ونفسية ؛تفزع الفاسدين المفسدين ؛ وتطمئن الصالحين المصلحين ، هذا الرجل إذن وعلى نحو ما أسلفنا هو آخر من تقبل شهادته وهي مجروحة ومزوّرة حول التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين , وآخر من تقبل رؤيته وهي معتلة حول رموز وقادة ودعاة التيار الإسلامي ؛ لأنه بطبيعة تكوينه وسجله الفكري والنفسي والثقافي غير مؤهل لذلك الدور وإن كان جديرا بأدوار أخري لا أظن أنها تشرف مثقفا أو فنانا أو كاتبا عنده قدر من الاحترام لذاته وللآخرين . وليس من المتصور أن يستند عاقل فضلا عن مثقف أو مفكر يريد أن يتعرف على الجماعة ومؤسسها إلي رؤية خصيم للتدين ومظاهره مبين والذي استند بدوره على مانحو ما بين الأستاذ فهمي هويدي إلى رؤية شيوعي مشتاق شيّبه المد التنويري للتيار الإسلامي فضلا عن انحسار حزبه الظلامي الذي يقتات بصورة مقززة على فتات وعطايا النظام الذي يحتفظ به لزوم الوجاهة السياسية المزيفة ، كما يحتفظ أحدهم بكرسي قديم لربما يحتاجه تكأة لإحدي قدميه عند اللزوم . ذلك فضلا عن كون شأن الجماعة ومؤسسها بنمجزاتها وإخفاقاتها هو شأن لو تعلمون عظيم ، وقديما قالوا انه لا يقدّر أمر العظيم إلا عظيم ، والعظيم لايكونه خصيم صغير تكتنفه الشبهة ، ولا ينفك عن سلوكه الريبة والغرض المدخول ، والذي يستند بدوره إلى شيوعي أدركه المشيب رضي بأن يكون من ( المُتبّلين ) على مائدة النظام . وعليه فمن العدالة والإنصاف والواجب أن نذهب إلى الثقات العدول المشهود لهم بالحرص على تحري الصدق في القول والعمل وهم كثر لكي نتعرف منهم على الجماعة ومؤسسها ، وفكرتها ورجالها, وإنجازاتها وإخفاقاتها ومواطن القوة ومواطن الخلل . وبعيدا عن الأمناء و الثقات العدول ....فليس هناك بين قاطني المستنقع الآسن من جماعة العلمانيين الظلاميين من يشمئز من رائحته !! ...وإذا عاين العاقل يوم ثعلبا يرمي أسدا وقد كبلوه بالحديد والنار بماليس فيه ، فلا يمكن للعاقل أن يتصور أن الثعلب أصاب كرامة ، أو أن الأسد أصاب مهانة، ولكن الأول من فرط مكره ولؤمه وحقده وهو طليق ومدعوم انتهز فرصة كون الأسد في جسارته وشجاعته وهو حبيس ومحاصر؛ فتطاول الطليق من كل قيمه على الحبيس بكل قيمه ...على نحو ماروي أحدهم : طاول الثعلبُ يوما أسدا إذ رآه يتنزي في القيود قال : يا أضعف سكان الفلا همةً كيف علي الغاب تسود ؟ أنت ما أنت ؟! إذا قيس الأولي من حمر وسود قال الأسد : لست يا ثعلبُ من يشتمني إنما يشتمني ذاك الحديد !! الاستعارة التي تصح في وصف تطاول كل لئام العلمانية اللاأخلاقية الطلقاء المدعومين من الداخل والخارج على كل رجال ورموز المشروع الإسلامي الإصلاحي الرشيد المكبلين والمعتقلين والمحاصرين من الداخل والخارج . الحرية هي الحل . وللحديث بقية إن شاء الله . [email protected]