أفتى داعية إخواني بتحريم نشر وإذاعة أغنية "تسلم الأيادي" التي تثني على أداء الجيش عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في "رابعة العدوية" و"النهضة" في 14 أغسطس الماضي. وقال الداعية جعفر طلحاوي في مقال نشره الموقع الرسمي لجماعة "الإخوان المسلمين" أوضح فيها "الأدلة على تحريم الأغنية التي قال إنها "تشجيع على الحرام من سفك الدماء المحرمة, وإزهاق الأرواح البريئة وقتل الأنفس المعصومة، وقتل غير القاتل، ولما كانت القاعدة أن ما أدَّى إلى حرام فهو حرام، والوسائل تأخذ أحكام المقاصد كان إذاعة هذه الأغنية حرام". واعتبر في فتواه حول الأغنية التي أثارت جدلاً واسعًا وكانت سببًا في اندلاع مشادات بين مؤيدين ومعارضين لها، أنه من "الواجب شرعًا إنكار هذا المنكر لا إقراره، وذم مرتكبي هذه الجرائم لا مدحهم، ومن مقررات الشريعة أن الإعانة على المحظور محظورة، والإعانة على المعصية معصية، وكل ما أدى إلى حرام فهو حرام". وأوضح أن الأدلة التي استُنْبِط منها الحكم هنا فضلاً عن قاعدة "الإعانة على الحرام حرام". أولاً: من القرآن الكريم الله تعالى يقول: 1-: "َعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: من الآية 2) ونشر وإذاعة وترويج هذه الأغنية تعاون على الإثم والعدوان وليس تعاونًا على البر والتقوى. 2- ومن الأدلة على ذلك أيضا قوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) (الأنعام: من الآية 108) إنه نهى عن سب الأصنام لكونه ذريعة إلى سب عابديها فيسبوا الله. 3- وقوله: (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ) (الأعراف: من الآية 19) فنهاهم عن قربانها لأن القرب من الشيء ذريعة للوقوع فيه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه. ثانيًا: من السنة النبوية المطهرة: 1- حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "أَتَانِي جِبْرِيل فَقَال: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَل لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَسَاقِيَهَا وَمُسْتَقِيَهَا" (3) ووجه الدلالة الإعانة على الحرام. 2- وَلِحَدِيثِ "مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْل مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَل، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" (4) ووجه الدلالة الإعانة والتشجيع على الإثم والعدوان 3- وَحَدِيثُ "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَال: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ" (5). 4- أخرج الطبراني والبيهقي من طريق محمد بن أحمد بن أبي خيثمة عن بريدة مرفوعًا: "من حبس العنب أيام القطاف حتى يبيعه من يهودي أو من نصراني أو ممن يتخذه خمرًا فقد تقحم النار على بصيرة" زاد البيهقي: "أو ممن يعلم أنه يتخذه خمرًا" وحسنه ابن حجر في بلوغ المرام. 5- ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على أن ذريعة الحرام حرام، قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من العقوق شتم الرجل والديه. قالوا يا رسول الله هل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه" فقد جعل صلى الله عليه وسلم ذريعة السب سبًّا، وهو واضح في أن ذريعة الحرام حرام. هذه نصوص قرآنية ونبوية ناطقة روحها بحرمة الإعانة على محرم في الشريعة الإسلامية, هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل في القول والعمل.