قدم البابا بنديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان، اليوم السبت، أقوى إدانة واعتذار عن فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي هزت كنيسة الروم الكاثوليك في أوروبا والولايات المتحدة. أعرب البابا الألماني الأصل (83 عاما)، خلال قداس بلندن في اليوم الرابع من زيارته الرسمية لبريطانيا، عن "عميق أسفه" لضحايا الاعتداءات على يد الكهنة وربط معاناتهم بمعاناة السيد المسيح. وجاءت تصريحاته في وقت تجمع فيه المعارضون لزيارة البابا وضحايا الاعتداءات الجنسية لتنظيم مسيرة وسط لندن، ولم يستبعد منظمو الزيارة من الكنيسة أن يلتقي البابا بالضحايا خلال زيارته. وجاءت إدانة البابا وسط قداس في كاتدرائية ويستمنستر بلندن حضره عدد كبار الشخصيات من الكنيسة وعدد من الشخصيات العامة من بينهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، وهو أشهر من تحولوا إلى المذهب الكاثوليكي من الشخصيات البريطانية المعاصرة. وفي وقت سابق، اليوم السبت، أجرى البابا لقاءات خاصة مع ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، وزعماء الأحزاب الآخرين. وقال البابا في موعظته: "أفكر في المعاناة الكبيرة التي أحدثها الاعتداء الجنسي على الأطفال، وبالأخص داخل الكنيسة وبواسطة الكهنة". وقال: "أعبر عن عميق أسفي للضحايا الأبرياء عن هذه الجرائم التي لا يصح ذكرها إلى جانب أملي في أن تجلب قوة الرب شفاء كبيرًا وسلامًا إلى حياتهم". وذهب البابا إلى الاعتراف "بالخزي والمهانة التي عاناها بسبب هذه الآثام" وأعرب عن شكره للجهود التي أنجزت لتناول المشكلة بشكل مسؤول. في الوقت نفسه واصلت الشرطة استجواب ستة أشخاص قيل أنهم جميعا من أصول شمال أفريقية، واعتقلوا، أمس الجمعة، للاشتباه في تورطهم بمخطط إرهابي ضد البابا. إلا أن شرطة سكوتلانديارد قالت إنها لم تكتشف أي شيء حتى الآن يدعم الإدعاءات ضد الأشخاص المقبوض عليهم الذين يعملون في تنظيف الشوارع في منطقة بوسط لندن زارها البابا. ولم يتأثر جدول زيارة البابا ولم تعزز الإجراءات الأمنية نتيجة لذلك.