ينظر القضاء الكويتي دعوى مرفوعة من محام يطالب وقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء، القاضي بمنح مصر 5 مليارات دولار. وقررت المحكمة الإدارية بالكويت الخميس الماضي، إحالة الدعوى التي تتضمن شقًا مستعجلاً، بطلب وقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء الكويتي، القاضي بمنح مصر 5 مليارات دولار إلى رئيس المحكمة. وجاء في صحيفة الدعوى أن "تصرف مجلس الوزراء يمثل إهدارًا جسيمًا للمال العام ويأتي مخالفاً للدستور والقانون، وذلك من حيث بطلان القرار لمخالفته القانون وعدم مشروعيته، كما لم يسمح الدستور ولا أي من القوانين السارية في دولة الكويت منح الدول الأخرى مبالغ مالية نقدية لا ترد على شكل "منح"، وكذلك لم يسمح الدستور ولا أي من القوانين السارية التنازل عن الثروات الطبيعية أو جزء منها". ولفتت الدعوى إلى أن المشرع عالج حاجة الدولة إلى مساعدة الدول الأخرى، وذلك من خلال طرق وضوابط عدة معينة، منها على سبيل المثال (منح القروض) أو (الاستثمار)، وشرع المشرع لذلك وسائل وقوانين منظمة عدة لمثل تلك المساعدات، أبرزها القانون رقم (25) لسنة 1974 الخاص بتنظيم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إلا أن جميع تلك التشريعات قد خلت من تفويض الدولة بتقديم منح مالية غير قابلة للرد، أو التنازل عن جزء من الثروة الطبيعية الرئيسية للبلاد دون مقابل. وانتهت الدعوى إلى أن "ما سبق دفع إلى رفع الدعوى الماثلة بغية إلغاء قرار مجلس الوزراء سالف الذكر، وذلك حفاظًا على المال العام من الهدر غير المشروع وتحقيقاً للمصلحة العامة". وكانت الكويت أعلنت عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي عن تقديم مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار تشمل وديعة بقيمة 2 مليار دولار للبنك المركزي المصري، ومليار دولار أخرى منحة لا ترد، إضافة إلى نفط ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار كمنحة. وقد تم لاحقًا تقديم مليار دولار كمنحة إضافية من الحكومة الكويتية لمصر. وقال المحامي الكندري وترافع شفاهة وقال "إننا ليس ضد المساعدات المالية الإنسانية ونقدر محنة مصر ولكن حكومة الكويت ومجلس وزرائها لا يقدران محنة أهل الكويت كأفضلية للحل". وأوضح لهيئة المحكمة أن المنحة المقدمة تحمل مخالفة صريحة للدستور وعدم مشروعيتها ومخالفة لقانون رقم 25 لسنة 1974 الخاص بتنظيم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. في المقابل، دفع محامي الحكومة أمام المحكمة، بأن القضاء غير مختص بنظر دعوى طلب وقف منحة ال5 مليارات من الكويت لمصر، لأن هذه المنحة من أعمال السيادة.