شهد حفل إفطار الوحدة الوطنية الذي أقامته الكنيسة الأرثوذوكسية أمس في المقر البابوي بالعباسية، غياب جمال مبارك، أمين "السياسات" بالحزب "الوطني"، بعد أن اعتذر عن عدم الحضور قبل الحفل بساعات فقط، نظرًا لسفره المفاجئ للولايات المتحدة، ما أثار حالة من الارتباك. شارك في حفل الإفطار الذي حمل اسم "حفل إفطار العائلة المصرية"، بدلا من "مائدة إفطار الوحدة الوطنية" لفيف من قيادات الدولة، على رأسهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر ورئيسي مجلسي الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور والشورى صفوت الشريف، ومفتي الجمهورية ووزراء الأوقاف والمالية والقوى العاملة والكهرباء والتنمية الإدارية والتنمية المحلية والزراعة والصناعة والبيئة والبترول والصحة والتعاون الدولي والشئون القانونية والتربية والتعليم والتعليم العالي والاستثمار والأسرة والسكان. كما شارك فى حفل الإفطار عدد كبير من المحافظين فى مقدمتهم محافظو القاهرة والإسكندرية والمنيا والأقصر والجيزة والشرقية والقليوبية، إلى جانب عدد كبير من القيادات الأمنية والسفراء والقناصل ورؤساء الأحزاب ونقباء المهن المختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة، من بينهم الفنان عادل إمام وحسن شحاتة مدرب منتخب مصر، والنائب والمعلق الرياضي أحمد شوبير، وعدد من رجال الأعمال وأعضاء مجلسي الشعب والشورى ورؤساء الجامعات والبنوك والشركات العامة. وأكد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في كلمته، أن المائدة باتت عرفًا طيبًا من البابا شنودة يتم تكراره كل عام على مائدة مباركة نتقاسم فيها الطعام والمودة. واعتبر أن الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط لا يمكن أن ترتبط بأي أجندة داخلية ولا تحتاج لبيانات أو شعارات رنانة، لأن مشاعرنا الأصيلة تؤكدها مبادئ الدولة المدنية التي تنص على حقوق وواجبات متساوية للمسلمين والأقباط. من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن هذه الليلة تعتبر من الليالي المباركة التي لن ينساها، وأكد أن الإسلام مرتبط بالمسيحية منذ قدوم عمرو بن العاص لمصر فاتحًا لها، حيث أن أول ما فعله كان الإفراج عن البابا بنيامين الذي كان مختبئًا من بطش الرومان فأبلغه مأمنه. وأشار الطيب- الذي أمّ المصلين في صلاة المغرب بالكاتدرائية المرقسية بمشاركة كبار رجال الدولة والوزراء- إلى المكانة التي تحظى بها السيدة مريم العذراء في نفوس المسلمين، موضحًا أن المسلمين يقدسون السيدة مريم مثل الأقباط. وأفتى شيخ الأزهر بأنه إذا كان فقهاء الأمة أجمعوا على أنه لا يجوز للجنب لمس القرآن الكريم حتى يغتسل، فالأمر كذلك ينطبق على الإنجيل والتوراة، فلا يجوز للجنب لمسه الكتاب المقدس للمسيحيين واليهود، بحسب فتواه. ولفت إلى التسامح إلى الذي كان يتعامل به النبي صلي الله عليه وسلم مع المسيحيين، حيث سمح لنصارى نجران بالصلاة في أحد أركان المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وقال إنه نفسه قام بالصلاة في أحد الكنائس بسويسرا. من جهته، أكد الفنان عادل إمام على عمق مشاعر الأخوة بين المسلمين والأقباط، وأضاف: نحن أمة واحدة وشعب واحد، وختم قائلا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي كلمته رحب البابا شنودة بالحضور، وأكد أن شهر الصوم هو شهر التلاحم وتبادل مشاعر المحبة.