في ظل ما تشهده مصر من أحداث سياسية متلاحقة وصراع مرير فرض علينا حظر التجول وقانون الطوارئ وأحوال معيشية صعبة نتيجة ترنح الاقتصاد , وإنهاك المواطنين في طاحونة ارتفاع الأسعار , فضلا عن انخفاض الدخل وتدنيه وعجزه عن تلبيه متطلبات معظم الأسر المصرية.. جاء عيد الأضحى متزامنا مع مباراة منتخب مصر ونظيره الغاني في تصفيات المرحلة الأخيرة لمونديال البرازيل 2014 , وهي مباراة استعدينا لها إعلاميا فقط , بينما كان استعداد المنتخب المصري هزيل جدا مع أننا كنا نعلم قبل شهرين أن مصر ستواجه منتخب من منتخبات التصنيف الأول , فلم يوفر اتحاد جمال علام "الفاشل"مناخ جيد لبرادلي وضياء السيد وزكي عبد الفتاح وباقي أعضاء الجهاز الفني الذين صمتوا فيما يشبه المؤامرة علي مصر وتسببوا في فضيحة رياضية ستظل عالقة في الأذهان العالمية والإفريقية والعربية لسنوات طويلة , وكان إعلامنا كالعادة في واد أخر , فاخذ يذكرنا بفريقنا القوي الرهيب الذي قهر ايطاليا بطل العالم, وأحرج هولندا بطل أوربا من قبل في كأس العالم وتعادل معها ايجابيا بهدف مجدي عبد الغني الشهير وكذلك الخسارة من البرازيل بعد لقاء عالمي في كاس القارات مع وصف فريق غانا بالمغرور وأخذت الصحافة تتحدث عن أمجاد المحترفين العشرة وأبطال الأهلي والزمالك والاسماعيلي و26 مقاتل انضموا إلي صفوف المنتخب, وكان الإعداد هو مباراتين مع منتخب أوغندا الضعيف المصنف عالميا 85 في حين ان المنتخب سيقابل غانا صاحبة المركز 23 عالميا ونحن في المركز 51 عالميا ,هل هذه عقول تدير منظومة كرة القدم وتحلم أن نصل إلي كاس العالم , وأتساءل لماذا قبل برادلي هذا الإعداد الضعيف لماذا لم يعترض ؟ والمضحك أن كان يجهز لاعبين غير أساسيين في ظل غياب المحترفين ولاعبي الأهلي وهم قوام المنتخب الحقيقي ويبدو أن مباراتي أوغندا أقيمتا من اجل تجهيز شيكابالا فقط لأنه الوحيد الذي شارك في لقاء الفضيحة بغانا, في حين استعدت غانا بمباراة واحدة مع احد الفرق المحلية, وانشغل إعلامها بحرب نفسية ضدنا بعد أعلنوا أنهم طالبوا من الاتحاد الدولي "فيفا" نقل لقاء العودة خارج القاهرة نظرا للظروف السياسية والتوتر في مصر وانشغل مسئولي اتحادنا بالتصريحات العنترية والرد عليها , ثم كان لقاء العيد "الوكسة والنكسة والخيبة القوية " وبدأت المباراة وسيطرت غانا وأحرزت أول الأهداف بخطأ فادح من نجيب وإكرامي ثم الهدف الثاني وبعدها أحرز ايوتريكة هدف مصر وتجدد الأمل في نفوسنا ولكننا وجدنا لاعبي غانا ينصبون السيرك للاعبي مصر المترهلين وأمطرونا بسيل من الأهداف لولا تألق الشناوي بالتصدي لأكثر من هدف وأضاعة لاعبي غانا الكثير من الفرص المحققة لكان بمقدور"النجوم السوداء" الخروج بنتيجة تاريخية , وكانت الصدمة في الشارع المصري كبيرة ,وخرج اللقاء من ملعب الرياضة إلي ميدان السياسية كعادتنا في كل الأحداث لم نتغير وسنظل دائما هكذا نخلط الأوراق وننسب الفضل لغير أهله وندخل الرياضة الملعب السياسي سلبا وإيجابا كما كان في السابق . في النهاية أقول غانا في المونديال حتى لو استبدلنا فريقنا بالبرازيل ومصر عليها الاستعداد لحلم جديد وهو حلم روسيا 2018 ولن يكون هناك إعادة للقاء بسبب منشطات أو شعارات سياسية كله كلام استهلاكي استهبالي .