قال الكاتب الأمريكي جاكسون ديل أنه بات من الواضح الآن أن حكومة الفريق عبد الفتاح السيسي تستهدف النشطاء الليبراليين والعلمانيين الذين خاضوا معركة قبل أكثر من عامين لإسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأشار الكاتب في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى حملة الملاحقات القضائية ضد العديد من النشطاء والشخصيات السياسية التي كانت من أبرز معارضي نظام مبارك، وخص بالذكر أيمن نور الذي قال أنه يعيش في "المنفى" في لبنان بعد تلقى تحذيراً بمغادرة البلاد أو مواجهة الإعتقال والملاحقة القضائية، وكذلك محمد البرادعي الذي يعيش الآن في منزله بفيينا هرباً من ملاحقة النيابة له. وأضاف أن أولئك الذين لم يغادروا القاهرة بعد يتعرضون لضغوط متزايدة، فقوات الأمن داهمت الشهر الماضي مكاتب حركة 6 إبريل التي ساهمت في تنظيم ثورة 25 يناير وإعتقلت عدداً من أعضائها بدون تهم، كما استهدفت رئيس ونائب رئيس حزب الوسط الإسلامي الذي يعد بديلاً أكثر وسطية وإعتدالاً لجماعة الإخوان المسلمين. ولم يكتفي النظام بذلك بل امتدت الحملة لتشمل أنصار هؤلاء النشطاء في الغرب، فصحيفة الأهرام الرسمية نشرت سلسلة مواضيع من ستة أجزاء تتهم فيها منظمات غربية مثل المعهد الديموقراطي الوطني بتمويل ما اسمته "الطابور الخامس" الذي يهدف لزعزة إستقرار مصر، على حد تعبيرها. وذلك في الوقت الذي كان فيه مبعوثوا نظام السيسي في واشنطن يؤكدون لأعضاء الكونجرس الذين يرعون هذه المنظمات أن التحول الديموقراطي قادم في الطريق. ويرى الكاتب أن جزء من الملاحقات القضائية لهؤلاء النشطاء دافعها رغبة الجنرالات وجهاز الإستخبارات في الإنتقام منهم للدور الذي لعبوه في ثورة 25 يناير 2011 ودعمهم لمرسي في الإنتخابات الرئاسية ومحاولتهم العمل معه. أما حملة القمعة فهي تؤشر لعودة إلى إستراتيجية عسكرية قديمة استخدمها مبارك بمهارة وهي وضع المصريين والغرب أمام خيار قاسي: حكومة عسكرية استبدادية أو إسلاميين غير منظمين سيدفعون البلاد نحو الفوضى. ولفت إلى أن أولئك الذين عارضوا الإنقلاب العسكري أو الذين غيروا رأيهم منذ ذلك الوقت وإنقلبوا ضد الجيش أصبحوا معزولين ويشعرون بخطر اليوم أكبر مما كانوا عليه في عهد مبارك.