قال الكاتب الأمريكي جاكسون ديل"، أنه في ربيع عام 2008، قامت إسراء عبد الفتاح بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك" للدعوة إلى مظاهرات ضد النظام الاستبدادي للرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم تلق الدعوة تأثير كبير، ولكنها جذبت عشرات الآلاف من المتابعين، موضحا أنها تقريبا بين عشية وضحاها أصبحت رمزا لحركة مزدهرة من الشباب المصريين الذين يطالبون بالتغيير الديمقراطي. أضاف جاكسون في مقاله المنشور اليوم، بصحيفة "واشنطن بوست"، أنه بعد ثلاث سنوات، تسببت الحركة في الإطاحة بمبارك، وفتحت الأبواب أمام الديمقراطية الليبرالية التي طالما حلم بها النشطاء، وانهالت جوائز من المنظمات الغربية؛ مثل الأكاديمية المصرية الديمقراطية وهي منظمة غير حكومية تترأسها، و تلقى تمويلا من الصندوق الوطني للديمقراطية ومقره واشنطن، وقد رشحت لجائزة نوبل للسلام. تعجب جاكسون، من أن الناشطة تعد الآن من جحافل الديمقراطيين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري ضد الحكومة المنتخبة من محمد مرسي، مشيرا لتصريحاتها عندما قالت أنها تؤيد التدخل العسكري، قائلة:" عندما يزداد التدخل الأجنبي في بلادنا و الإرهاب ينتشر، فلا بد لجيش مصر العظيم أن يتدخل". ويرى الكاتب الأمريكي، أنه قبل خمس سنوات كانوا معظم الليبراليين يهتفون ضد الديكتاتوريين مثل مبارك، الآن هم من يهتفون لقائد الانقلاب، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي يظهر على ملصقات في جميع أنحاء القاهرة جنبا إلى جنب مع أولئك الديكتاتوريين العسكريين السابقين عبد الناصر، والسادات. قال جاكسون، أن هذا التحول مذهل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحركات المؤيدة للديمقراطية، مضيفا أن الديمقراطيين الحاليين لمصر على عكس نظرائهم في أماكن أخرى، حيث يقاتلون على جبهتين، ليس فقط ضد الاستبداد المدعوم من قبل الجيش ولكن أيضا ضد ، جماعة "الإخوان" التي سعت بقيادة مرسي على احتكار السلطة، مشيرا إلى أن اختيار الدكتور محمد البرادعي من قبل المعارضة كرمز لهم، اختيار كارثي. أوضح الكاتب أن مرسي أوفي ببعض من تعهداته، ولكن حكومته هي من نمت بتعصب لأنها حاربت عهد مبارك والشرطة والقضاء، وقامت بمحاكمة الصحفيين الليبراليين بتهمة "إهانة الرئيس"، وألقت القبض على العديد من قادة الشباب الثوري. وأضاف الكاتب الأمريكي، أن الليبراليين كان ينبغي عليهم الانتظار القليل من الوقت لإجراء انتخابات رئاسية، لأنه كان من المتوقع أن جماعة "الإخوان" تغرق، لأنه كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في الأشهر التي سبقت الانقلاب، زعماء المعارضة اجتمعوا بانتظام مع كبار القيادات العسكرية في مصر، والذين وعدوا بأنهم سوف يستجيبوا لمظاهرات الشوارع للإطاحة بمرسي.