شنت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هجوما شديدا على السلطات الانتقالية في مصر, واتهمتها بأنها تسعى لفرض "نظام استبدادي أكثر قمعًا مما شهدته البلاد عبر عقود سابقة". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 أكتوبر أن استمرار قتل المعارضين لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يؤكد أن "نظام السيسي" فشل في السيطرة على مصر، على حد تعبيرها. وتابعت "واشنطن بوست" أن "نظام السيسي" يستخدم القوة المفرطة لمحاولة تدمير الحركة الإسلامية في مصر، مشيرة إلى اعتقال وسجن المئات من الإسلاميين بدون اتهامات. وكانت مختلف المحافظات المصرية شهدت يوم الجمعة الموافق 11 أكتوبر خروج مظاهرات ومسيرات جديدة منددة ب "الانقلاب", تحت شعار "جمعة كشف الحساب". واستجاب المتظاهرون لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للابتعاد عن الميادين الكبرى (ميدان التحرير ورابعة العدوية والنهضة)، حقنا للدماء متراجعا عن دعوته السابقة بالزحف إلى ميدان التحرير تحت شعار "التحرير لكل المصريين"، ورغم ذلك سقط قتيلان وعشرات الجرحى إثر إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين. ففي حي مدينة نصر شرق العاصمة، استشهد بلال جابر الطالب بالفرقة الأولي بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، صباح اليوم، عقب إصابته برصاصة في القلب من قبل قوات الشرطة أثناء مشاركته في مسيرة مسجد السلام, كما قتل متظاهر في محافظة الشرقية . وفي سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية، فرّقت مدرعة مظاهرة عن طريق السير بسرعة كبيرة جدا وسط المتظاهرين. ما أسفر عن إصابة 37 متظاهرا، بينهم أربعة في حالة خطرة، واعتقال 12 آخرين. ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية في بيان له جماهير الشعب المصري إلى مواصلة الاحتجاج السلمي، والمشاركة في كافة الفعاليات المناهضة ل "الانقلاب" على مدار الأيام القادمة، وذلك بعد مظاهرات 11 أكتوبر, التي أسفرت عن مقتل متظاهرين اثنين ودهس آخرين, وتزامنت مع ذكرى مرور مائة يوم على "الانقلاب". وندد بيان التحالف بدهس مدرعة لمتظاهرين بالإسكندرية، وسقوط ضحايا من المتظاهرين بمدينة نصر ومحافظه الشرقية. وأضاف أن سلوك من وصفهم "بالانقلابيين" يدل على مدى رعبهم من زيادة أعداد الشرائح الرافضة ل "الانقلاب"، وأنه ما عاد في جعبتهم من جديد. وأكد البيان أن ما سماها "الدماء الزكية" التي سالت وتسيل هي عنوان لاستكمال المسيرة السلمية، ووقود لثورة قامت ولن تهدأ حتى يتم دحر "الانقلاب" واسترداد مصر لديمقراطيتها السليبة.