لقي ثلاثة أسبان، هم حارسان مدنيان ومترجم مصرعهم برصاص شرطي أفغاني، قبل أن يلقى مصرعه خلال دورة تدريبية للشرطة في قاعدة قلعة نو الاسبانية بإقليم بادغيس شمال شرقي البلاد، ما أغضب مئات من الأفغان الذين حاولوا اقتحام القاعدة. وأوضح وزير الداخلية الاسباني الفريد بيريث روبالكابا أن منفذ العملية متدرب في صفوف الشرطة، وأن أحد الحارسين القتيلين هو الكابتن خوسيه ماريا غاليرا كوردوبا والثاني الملازم ابراهام ليونسيو برافو بيكالو، أما المترجم فإيراني الأصل يحمل الجنسية الاسبانية. وأعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (الناتو) أن "سبب إطلاق النار غير معلوم"، لكن قائد الشرطة في بادغيس، عبد الرؤوف احمدي، كشف أن مشادة حصلت بين الأسبان والشرطي الأفغاني خلال عملية تدريب على الرماية، قبل أن يطلق الشرطي النار ويقتل الأسبان الثلاثة". ويؤكد الحادث الضغوط التي يواجهها الحلف لمحاولة تسريع تدريب القوات الأفغانية من أجل تسليمها مسؤولية الأمن بدءاً من تموز (يوليو) 2011، علماً أن الناطق باسم حركة طالبان قاري محمد يوسف أعلن أن الشرطي كان عضواً في الحركة، وإن أربعة جنود أجانب وتسعة شرطيين أفغان قتلوا. وتعلن طالبان غالباً مسؤوليتها عن حوادث قتل أفراد من القوات الأجنبية التي تريد خروجها من أفغانستان، وتبالغ في إعلان عدد القتلى والجرحى. وأثار الحادث احتجاجات غاضبة نفذها حوالي ألف متظاهر خارج القاعدة، وأفاد سكان بأن المحتجين أحرقوا جزءاً من القاعدة، وأن 18 متظاهراً على الأقل أصيبوا بعيارات نارية أطلقها جنود أسبان. على صعيد آخر، أعلن قائد القوات البحرية الأمريكية الجنرال جيمس كونواي أن تحديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما موعد يوليو 2011 لبدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان أعطى طالبان أملاً بإمكان الانتصار في الحرب، لكن سيصابون بصدمة حين يدركون أن أي انسحاب لن يحصل قريباً للقوات الأمريكية المنتشرة في معقل الحركة جنوبأفغانستان، وأن فصل الخريف سيأتي، ولا نزال نشن عمليات ضدهم كما كنا نفعل". وقال كونواي إن "استحقاق يوليو 2011 يعطي عدونا قوة على الأرجح، ورصدنا اتصالات يقولون فيها انه يجب أن نصمد هذه الفترة». وستثير تصريحات كونواي بالتأكيد مجدداً الجدل حول إستراتيجية الحرب التي أعلنها الرئيس أوباما واستحقاق تموز 2011، ما يعطي ذريعة للجمهوريين الذي ينتقدون بشدة هذا الموعد، ويعتبرون انه يشكل تراجعاً في التصميم في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، في وقت يدافع الديموقراطيون في الكونغرس عن الموعد باعتباره وسيلة لدفع القادة الأفغان إلى التحرك بسرعة من أجل تولي المهمات الأمنية في البلاد. وأوضح انه أبلغ قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) بالاستعداد لمعركة طويلة، مبدياً اعتقاده بأن إجراء تغيير ميداني بين القوات الأمريكية والأفغانية في جنوب البلاد سيستغرق بضع سنوات. وأقر بتراجع تأييد الرأي العام الأمريكي للحرب في أفغانستان، لكنه حذر من أخطار انسحاب مبكر. وقال: "تتعب بلادنا أكثر وأكثر من الحرب، لكن يجب التحلي بالصبر"، مشيراً إلى تقويم بعض القادة العسكريين الذين قالوا: "يمكن أن نخسر بسرعة أو ننتصر ببطء". ودعا الإدارة إلى شرح المهمة للأميركيين في شكل أفضل، وأهمية منع تنظيم «القاعدة» من تعزيز صفوفها مجدداً، معلناً أن جهود كابول لتشجيع المصالحة مع المتمردين قد تحدث تغييراً في مسار النزاع.