تفجرت موجة جديدة من الغضب والحنق بين أوساط السائقين والمحصلين العاملين بهيئة النقل العام بالقاهرة، بعد تراجع الهيئة عن وعودها لهم بصرف بدل العدوى نتيجة لاحتكاكهم بالجمهور يوميًا، وهو البدل الذي يبلغ 75 جنيهًا شهريًا وأقرت وزارة الصحة بوجوب صرفه للعاملين بشكل سريع، وذلك خلال خطاب وجهته إلى الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة، والمهندس صلاح فرج، رئيس هيئة النقل العام. ورفض السائقون والمحصلون الاستجابة لتعهدات رئيس الهيئة، بالانتظار لعدة أسابيع ريثما تدبر هيئته قيمة هذا البدل، معتبرين أن وعوده مجرد مسكنات لامتصاص غضب العاملين بالهيئة بعد أن كان وعدهم بتلقي قيمة هذا البدل مع مرتب شهر يوليو الماضي، وهو ما لم يحدث. من جانبها، اقترحت النقابة العامة للعاملين بالهيئة إعطاء رئيس الهيئة مدة شهر ونصف كمهلة للوفاء بما قطعه علي نفسه من صرف قيمة هذا البدل قبل التفكير في القيام بأي خطوات لإجبار محافظة القاهرة وهيئة النقل العام علي صرفه. وعلمت "المصريون" أن الاقتراح لاقى موافقة مبدئية من العاملين الغاضبين، خاصة وأن فترة شهر رمضان وإجازة العيد ليست مناسبة لتنظيم اعتصامات وإضرابات، وقرر معظمهم الانتظار إلى بداية شهر أكتوبر القادم. في حين ينادي البعض داخل الهيئة بضرورة البدء فورًا بإضراب جزئي ومؤقت داخل جراجي "فتح" و "نصر" القريبين من مقر رئاسة الهيئة ولمدة ساعة، مع التهديد بالدخول في إضراب شامل لإيصال اعتراضات السائقين والمحصلين علي عدم صرف بدل العدوى رغم مرور أكثر من عام علي تلقيهم وعدا بصرفه. يذكر أن عدة آلاف من محصلي وسائقي هيئة النقل العام قد دخلوا في إضراب مماثل خلال صيف العام الماضي لمدة تقترب من 72 ساعة اعتراضا علي أوضاعهم المالية السيئة وسط مطالب بمضاعفة حوافزهم وتحسين ظروفهم العامة وقيام الهيئة بصرف زى مناسب لهم وكذلك صرف بدل العدوى، ولم يقطعوا الإضراب إلا بعد الاستجابة الجزئية لمطالبهم.