"أوباما" ينتقد فترة حكم "مرسى".. والإدارة الأمريكية تفضل "البرادعى" أو "أبوالفتوح" بديلاً له "مصر القوية": لن نكون واجهة للإخوان.. والقنصل الأمريكى بالإسكندرية يدعو شباب الجماعة إلى الانفتاح حملت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول مصر، أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في الأسبوع الماضي، ما اعتبره مقربون من السلطة الحالية تحولاً واضحًا في موقف الإدارة الأمريكية، لصالح الإقرار بالأمر الواقع، وتخليًا من جانبها عن دعم جماعة "الإخوان المسلمين". وكان أوباما اعتبر أن الرئيس المعزول محمد مرسي انتخب بطريقة ديمقراطية، لكنه فشل في إدارة أمور البلاد، مضيفاً أن الحكومة التي تولت المسؤولية عقب عزله تجاوبت مع مطالب المصريين، كما أكد أوباما أن دعم إدارته لمصر مرهون بالتقدم الديمقراطي. إلا أن تلك التصريحات لم تنه حالة البرود التي تسود العلاقات المصرية الأمريكية خاصة وأنها حملت في الوقت ذاته انتقادات لممارسات الحكومة الحالية في مجال الحريات. فضلاً عما تسرب من معلومات عن استمرار رفض واشنطن لأي احتمالات لوصول الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع أو أي عسكري سابق لسدة السلطة في مصر، حيث تؤيد وصول رئيس مدني ليبرالي يتمتع بعلاقات طيبة من الإسلاميين أو على الأقل لا يقصي الإسلاميين من المشهد. وأخفقت محاولات مبعوثين مصريين سياسيين إلى واشنطن لشرح ما حدث في الثالث من يوليو في انتزاع الدعم لترشيح السيسي، في المقابل تبحث الإدارة الأمريكية عن دعم أحد المرشحين لانتخابات الرئاسية القادمة، يرجح أن يكون واحد من اثنين إما الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب "مصر القوية"، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، والمقرب من جماعة "الإخوان المسلمين"، والفصائل الإسلامية، والدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت السابق، والذي اكتسب احترام الإسلاميين برفضه فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" بالقوة. يأتي هذا فيما نفى أحمد عبدالجواد القيادي بحزب "مصر القوية" ما تردد عن حصول أبوالفتوح على دعم واشنطن، وتدخلها لترميم علاقته بجماعة "الإخوان المسلمين" عبر ترتيب لقاء له مع الدكتور محمد علي بشر القيادي الإخواني البارز. وقال إن اللقاء الذي عقد بينهما تطرق للوضع السياسي الراهن، في إطار مساعي تسوية للأزمة السياسية بالبلاد. لكنه نفى صحة ما تردد عن تحول حزب "مصر القوية" لواجهة سياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" واصفًا ما يتردد في الصدد بأنه محض خيال. وسخر بشدة من هذه الشائعات، متسائلاً: "أين هم الإخوان حتى ينضموا إلينا فهم إما في السجون أو مطاردون"، وأضاف: "إذا انضم شباب "الحرية والعدالة" إلى حزبنا فمن باب أولى انضمام أعضاء الوسط فهم أقرب إلينا أيديولوجيا من الإخوان". في غضون ذلك، التقى القنصل العام الأمريكي بالإسكندرية كانديس بونتام بوفد من شباب جماعة "الإخوان المسلمين" في مقر القنصلية وسط إجراءات أمنية مشددة. وأفادت مصادر مطلعة أن القنصل العام الأمريكي قدم تعهدًا للوفد الإخواني بوقوف بلاده على مسافة واحدة من كافة الفرقاء السياسيين في مصر، فضلاً عن التأكيد على أهمية الانخراط في حوار وطني ومصالحة تعيد الهدوء لمصر وتمنع انفجار الموقف. وشددت بوتنام بحسب المصادر على ضرورة انفتاح جماعة "الإخوان" والقوى الإسلامية علي الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المستقيل وتقوية الصلات به، في إشارة إلى احتمالية قيامه بدور خلال المرحلة القادمة في ظل عدم تورطه في الدماء. وطالب بوتنام، شباب الإخوان خلال اللقاء بضرورة التنسيق مع أحزاب "التيار المصري" و"مصر القوية" خلال المرحلة القادمة والتركيز على الفعاليات المؤثرة وضمان التباعد الزمني بين هذه الفعاليات حتى لا تستنزف طاقاتهم ويظل زخمهم الرافض ل "خارطة الطريق" مستمرًا. من جانبه، رجح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة حدوث تطور إيجابي في علاقات القاهرةوواشنطن خلال المرحلة القادمة، بعد كلمة الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحدث فيها عن دعم الحكومة المؤقتة بشكل يكشف عن حدوث تطور إيجابي في مواقف الإدارة الأمريكية، حسب قوله. وتابع: "ستشهد القاهرة خلال المرحلة القادمة قيام مسئولين أمريكيين بزيارتها والالتقاء برموز سياسية في تأكيد على حسم واشنطن خياراتها والعمل على تطوير العلاقات مع القاهرة بعد أشهر من التحفظ والجمود إثر توالي الانتقادات المصرية للدعم الأمريكي للإخوان". وأشار فهمي إلى قطع واشنطن لكافة اتصالاتها مع جماعة "الإخوان المسلمين" وتقليصها للحد الأدنى، باعتبار أن صفحتها قد طويت، وأنه من الأفضل البحث عن المصالح الأمريكية.