تبدأ كاثرين آشتون، رئيسة مفوضية السياسية الخارجية والشئون الأمنية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء زيارة للقاهرة تستمر بضعة أيام ستكون الثالثة لها منذ عزل الرئيس محمد مرسي، حسبما صرح مصدر دبلوماسي رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبي ببروكسل. وقال المصدر إن "آشتون سوف تلتقي خلال زيارتها عدداً من كبار المسؤولين المصريين وممثلين عن قوى سياسية، في مقدمتهم الرئيس المؤقت عدلي منصور، ووزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، وكذلك عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور، بهدف بحث خارطة الطريق المستقبلية، وما إذا كانت تتضمن مشاركة كافة القوى السياسية أو لا خاصة بعد توجيه تهم جنائية لعدد من قيادات جماعة الإخوان". كما قال محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية من العاصمة البلجيكية بروكسل في اتصال هاتفي الاثنين على فضائية "سي بي سي" أن آشتون تحمل أفكار عامة للمصالحة واندماج جماعة الإخوان الاخوان في الحياة السياسية وأن هناك قبول من قبل الحكومة نحو هذه الأفكار. وألقت قوات الأمن القبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان وأنصارها في الأسابيع الأخيرة بتهم تتعلق ب"التحريض على العنف والقتل والاعتداء على المنشآت العامة"، وهو ما تنفيه الجماعة، متهمة السطات التي تدير البلاد حاليا ب"شن حملة اعتقالات سياسية" ضد أعضائها. وتقول السلطات المصرية إنها تقوم بهذه المداهمات والاعتقالات ضمن حملتها لمواجهة ما تسميه "الإرهاب والتحريض على العنف". الزيارة التي تعد الثالثة من نوعها عقب عزل الرئيس محمد مرسي "ليس من المرجح أن تشمل لقاء ثانيا بين آشتون ومرسي"، حسبما أفاد المصدر الدبلوماسي الأوروبي. وقامت آشتون بزيارتين للقاهرة في يوليو/تموز الماضي. والتقت آشتون نهاية الشهر الماضي بالرئيس محمد مرسي لمدة ساعتين، بموافقة من السلطات المصرية بعد أن عرضت آشتون صيغة لحل الأزمة الراهنة تتمثل في أن تضمن السلطات المصرية لمرسي "الخروج الآمن" ووقف الملاحقات القضائية والإفراج عن معتقلي الإخوان المسلمين وبقية معتقلي التيار الإسلامي مقابل فض اعتصام مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غربي القاهرة) ووقف كافة الانشطة الاحتجاجية لأنصاره. وهو نفس ما فعلته خلال لقاءها مع كبار المسؤولين المصريين، وعدد من قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب، وكذلك مع ممثلى حركة تمرد الشعبية، وحركة 6 أبريل، وحزب النور السلفي. ولم يتم تفعيل هذه الصيغة على خلفية تمسك مرسي بعودته كرئيس شرعي منتخب، وهو ما رفضته السطات الحاكمة، بحسب مصادر رسمية مصرية. وبحسب المصدر الدبلوماسي الأوروبي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن "آشتون كانت قد مهدت لتلك الزيارة الجديدة في أكثر من مناسبة، حيث أعربت عن استعدادها للعودة لمصر لمواصلة جهودها في إقناع الجميع بضرورة الإنخراط في حوار وطني شامل لتحقيق الديمقراطية، خاصة قبيل المضي قدما في خارطة الطريق أكثر من ذلك"، في إشارة للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. ولم يوضح المصدر مدة الزيارة، غير انه من المتوقع أن تستمر ما بين يومين إلى ثلاثة. وأكد متحدث باسم "كاثرين آشتون" مايكل مان في تصريحات سابقة، أنها "مستعدة للعودة إلي مصر لتسهيل تحقيق تقدم على طريق الانتقال الديمقراطي". وفي مطلع الأسبوع الماضي، التقى المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط، برناردينو ليون، خلال زيارته للقاهرة بناء على طلب من آشتون بممثلى الحكومة المصرية وبممثلين للأحزاب السياسية بما في ذلك حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان لبحث "المصالحة وتضمين جميع الاطياف في العملية السياسية والعمل علي عدم تهميش أي طرف". من جانبه، قال أحمد كامل، المستشار الإعلامي لمكتب عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور للأناضول إن "عمرو موسى سيلتقي آشتون صباح الأربعاء، لبحث عدد من القضايا الثنائية المتمثلة في علاقة الاتحاد الأوروبي بمصر خلال المرحلة الانتقالية، وقضايا إقليمية في مقدمتها الأزمة السورية، وكذلك تناول وجهات النظر بشأن خارطة الطريق وعمل لجنة الخمسين".