اتهم سكان مدينة كراسة، قرب القاهرة، قوات الأمن بحرق عدد من منازل المواطنين تقول إنهم "إرهابيون" مطلوبون أمنيا بتهمة قتل 11 ضباط وأفراد قسم الشرطة في المدينة الشهر الماضي. وتحدث عدد من السكان عن قيام قوات الأمن بإحراق نحو 6 منازل في اليوم الثالث للحملة الأمنية على كرداسة يوم السبت، تعود لمواطنين متهمين بحرق قسم شرطة كرداسة في ال 14 من شهر أغسطس / آب الماضي وقتل 11 من ضباط وأفراد الشرطة العاملين بالقسم. ورغم معاينة مراسل الأناضول منازل تعرضت للحرق تعود ل "سعد أبو عميرة"، و"أشرف الزندحي"، و"1محمد نصر الغزلاني"، إلا أنه لم يتمكن من التأكد من اتهام الأمن بالوقوف وراء هذه الحرائق. وقال أحد السكان - رفض الكشف عن هويته خوفا من الملاحقة الأمنية على حد قوله -"قبل أذان ظهر يوم السبت حضرت مدرعة واحدة وعدد كبير من سيارات الشرطة إلى منزل وليد سعد أبو عميرة للمرة الثانية لاعتقاله، إلا أنها لم تجده، فقامت بتكسير باقي محتويات المنزل قبل أن تقوم بحرقه". وأضاف: "عندما لم تجد القوات وليد قامت بالاعتداء على والده الكبير في السن واعتقلته، وقبل مغادرتها قامت برش المنزل بالبنزين وأضرمت النار فيه، ومنعت المواطنين الذين تجمعوا من إطفاء المنزل". وذلك طبقا لما تداولته وكالة انباء الاناضول على صفحتها على الفيسبوك وقال شاهد عيان آخر إن قوات الأمن "اقتحمت منزل محمد نصر الغزلاني بوسط كرداسة، السبت، وعندما وجدته فارغا، قامت بحرقه على الفور، ومنعت المواطنين من محاول إطفاءه وعربات الإطفاء من الوصول للمنزل". وأضاف الشاهد - الذي طلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية: "إن عمليات حرق المنازل أثارت ذعر المواطنين الذين يسكنون بالقرب من المنازل المستهدفة خوفا من امتداد السنة اللهب إلى منازلهم". وتساءل أشرف الزندحي - أحد الأشخاص الذين تعرضت منازلهم للحرق - مستنكرا: "لماذا أحرقوا منزلي؟". وأضاف: "لماذا فعلوا هذا معي مع علمهم أنني كنت خارج كرداسة خلال أحداث حرق قسم كرادسة المركز لإحضار جثمان ابني إسلام الذي قتل في أحد فض ميدان رابعة العدوية"، شرق القاهرة، الذي كان المركز الرئيسي لاعتصام مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي. من جانبه، نفى مصدر اتهامات حرق قوات الأمن لمنازل المطلوبين في كرادسة. وقال: "هذا الكلام عار تماما من الصحة والشرطة ملتزمة بتنفيذ القانون". واعتبر المصدر الأمنى اتهام قوات الأمن بحرق منزل مواطنين بكرداسة "مجرد شائعات يطلقها الإخوان من حين لاخر لكسب تعاطف شعبي والاساءة لصورة الجهاز الامنى الذي نفذ الحملات حتى الآن دون إراقة دماء". ولم يستبعد قيام عناصر من جماعة الإخوان المسلمين بحرق هذه المنازل وتحطيمها، قائلا: "هم من فعلوا ذلك بعد أن فشلوا فى جر الشرطة للعنف". وأضاف: "لم نفعلها عندما دخلنا المدينة وداهمنا منازل الخطرين، فهل نفعل ذلك الآن بعد أن حققنا نسبة كبيرة من أهدافنا". ورغم نفي الأمن لارتكاب انتهاكات أثناء الحملة الأمنية على كرادسة التي بدات صباح يوم الخميس الماضي ولا زالت مستمرة حتى الآن، فإن مسؤولين في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي يصر على اتهام قوات الأمن بذلك. وقال مجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل الجديد والقيادي ب"التحالف الوطني" إن من وصفهم ب"الانقلابيون" "فقدوا أعصابهم، لذلك يتصرفون بشكل جنوني فيحرقون منازل هؤلاء ويحطمون منازل أولئك". وأضاف: "هم يريدون أن يرسلوا رسائل لإرهاب الشعب المصري، دون أن يدركوا أن الشعب تجاوز مرحلة الخوف والترويع، وأن هذه الأعمال لن تجعل الشعب يتوقف عن مواصلة كفاحه ضد الانقلاب"، على حد قوله. وبدأت قوات الأمن منذ الخميس الماضي حملة أمنية على قرية كرداسة لتطهيرها مما تقول إنها "بؤر إرهابية" تكاثرت في المدينة منذ فترة، وظهرت بقوة عقب فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة في 14 أغسطس/ آب الماضي، وقامت بمهاجمة قسم شرطة كرادسة؛ وهو ما ينفيه الأهالي ويؤكدون أن من هاجم قسم الشرطة ملثمون ليسوا من المدينة.