وجَّه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي انتقادات لاذعة جديدة لشيخ الأزهر أحمد الطيب، متهما إياه بأنه يتخذ من عمامة المؤسسة الدينية "غطاءً لمآربه". وحسب ما جاء على موقعه الرسمي على "الفيسبوك" في 20 سبتمبر, قال القرضاوي مخاطبا شيخ الأزهر في رسالة شديدة اللهجة :"لقد كنتُ أظنهم قد غرروا بك، فعلمتُ بقولك أنك ممن أوحى لهم!! وكنت أحسبك متورطا، فعلمت أنك متآمر!! وكنت أخالُك خائفا، فعلمت أنك مشارك!! تكيد لهذه الأمة وتمكر بها، وتتخذ من عمامة الأزهر غطاء لمآربك، وتمويها على المصريين!!". وأضاف "الحق يا شيخ الأزهر إنك ما أن تخطو في اتجاه الحق خطوة، حتى تتراجع إلى الباطل خطوات، وما أن تتقدم في طريق العدل حبواً، حتى تتقهقر عنه عدْواً". وتابع رئيس اتحاد المسلمين: "تأكدنا الآن أن الأزهر المجيد من المؤسسات التي ينبغي تطهيرها.. عرفنا أن الفساد قد نخر في كل شيء في مصر، حتى في مشيخة الأزهر، التي لم تعد يا شيخ الأزهر تمثلها، بانتفاض علماء الأزهر ودعاته ضد ممارساتك، ولم يبق معك إلا نفر قليل، ممن عينتهم بنفسك، فهم صنيعتك، وعلى شاكلتك!!". وأضاف "أنسيت أن الشرعية مع أنصار الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، الذين يدافعون عنها، ويذودون عن حياضها، ويتمسكون بها، إنهم لا يغتصبون شرعية، وإنما اغتصبتموها أنتم منهم، بتهديد السلاح، وفوهات المدافع، بآلة البطش، وسلاح القمع، الذي تدافع عنه، فإذا بك تصورهم بأنهم يريدون اغتصاب السلطة منكم، مع أنكم المغتصبون لها، المعتدون على أصحابها!!". واستطرد القرضاوي "ليتك قلت لنفسك ولرفاقك من (الانقلابيين): إن الشرعية لا تكتسب بالانقلابات العسكرية على المؤسسات المنتخبة، ولا تكتسب بإراقة الدماء الزكية، وبترويع المصريين، وفرض الطوارئ، وحظر التجول". وواصل "تتحدث عن هيبة الدولة وسيادة القانون، وكأن هذه الدولة لا يُعرف لها هيبة، إلا إذا كانت دولة مزورة أو مغتصِبة، وذلك القانون لا يكون له سيادة إلا إذا كان قانون الغاب والظلم، حرمت التظاهر على المصريين في عهد الرئيس المزور حسني مبارك، ثم أحللته لهم ودعوتهم إليه، ورغبتهم فيه في عهد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، ثم عدت إلى تحريم التظاهر في عهد الانقلابيين، فعن أي هيبة تدعو؟، وعن أي سيادة تتكلم؟، وأين موقع الشرع من فتاويك ومواقفك؟". ونادى القرضاوي "الأحرار والمخلصين من علماء مصر، والعالم الإسلامي، في مشارق الأرض ومغاربها، أن يقفوا في خندق الحق، وأن يكونوا مع المظلوم لا الظالم، ومع الحق لا الباطل، ومع نور الإيمان لا ظلمات الطغيان، أن يكونوا عبادا للرحمن لا أتباعا للشيطان، أن يقفوا مواقف العلماء الربانيين، لا مرتزقة السلاطين". وكان القرضاوي انتقد شيخ الأزهر مرارا منذ ظهوره في البيان, الذي ألقاه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو الماضي, حول عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي 20 سبتمبر, أصدر النائب العام المستشار هشام بركات أمرا بوضع القرضاوى علي قوائم ترقب الوصول. وجاء قرار النائب العام بناءً على بلاغ رقم 2381 لسنة 2013 المقدم من طارق محمود المستشار القانوني للجبهة الشعبية لمناهضة "أخونة مصر"، ووجه البلاغ للقرضاوي تهم التحريض علي قتل الجنود المصريين والتدخل في الشئون المصرية.