تسود حالة من الجمود مختلف الجبهات المتصارعة في حزب الأحرار بعد تأجيل لجنة شئون الأحزاب بتأجيل حسم الصراع حول رئاسة الحزب بين المتنافسين الخمسة وهم حلمي سالم الرئيس السابق للحزب وطلعت السادات وحسام عبد الرحمن ومحمد فريد زكريا وجمال عبد الحليم. وتثور مخاوف داخل الحزب بدخوله ثلاجة التجميد لمدة خمس سنوات قادمة وتكرار السيناريو الذي حدث لدى وفاة زعيم الحزب ومؤسسه مصطفى كامل مراد وهو ما ساهم في تراجع الحزب وتآكل شعبيته في الساحة السياسية. ويسعى كل من الفرقاء الخمسة إلى جذب تأييد أمناء المحافظات كون هذا التأييد سيكون له أثر فاعل على القرار الذي ستتخذه لجنة شئون الأحزاب باختيار أحد المتنازعين رئيسا للحزب خصوصا بعد ما رفضت اللجنة في وقت سابق اختيار رئيس مؤقت لمدة عام يتولى إعداد انتخابات رئيس دائم للحزب ولا يترشح لهذه الانتخابات. فيما كشفت مصادر مقربة من لجنة الأحزاب أن النية تتجه إلى عدم البت في مصير الحزب في المرحلة القادمة وأن اللجنة ستنظر حل النزاع في الحزب رضاءا ما قضاء وهو الأمر المستبعد بشكل كبير بسبب تزايد الفجوة بين الفرقاء والمتنازعين وافتقاد الحزب لشخصية عليها إجماع أو تحظى برضا اللجنة والسلطة. ولم تستبعد المصادر إمكانية دخول متنازعين جدد على رئاسة الحزب ومنهم رؤساء مجالس إدارات وتحرير صحف ليضمنوا المحافظة على وجودهم فيما يعد اختيار رئيس الحزب لعدم تكرار ما حدث إبان عهد حلمي سالم الذي استغل رئاسته للحزب للتكسب وتحقيق مئات الآلاف من عمله كرئيس مجلس إدارة لبعض الصحف من دون أن يكون له أي مسئوليات. من جهته يرى طلعت السادات عضو مجلس الشعب أنه لا يجد مبررا قويا لموقف لجنة الأحزاب من التطورات في حزب الأحرار خصوصا أنه نجح في الحصول على دعم الأغلبية الساحقة من أمناء المحافظات فيما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول قرارها بتأجيل حسم رئاسة الحزب. وأرجع السادات هذا الموقف لأسباب سياسية حيث يرفض النظام حسم الصراع لصالحه بسبب معارضته الشديدة لمساعي النظام لتوريث السلطة لمبارك الابن وانتقاداته الشديدة لأساليب النظام في التعاطي مع عدد من الملفات.