يعلن الدكتور ياسر رمضان النائب الأول لرئيس حزب "الأحرار" ومجموعة من قيادات وأعضاء الحزب غدًا تدشين "حركة أحرار مصر"، في خطوة اعتبرها بمثابة طوق النجاة والإنقاذ للحزب من أزمته الطاحنة التي يمر بها في الوقت الراهن. وقال رمضان في تصريحات ل "المصريون" إن حركته تضم في صفوفها الليبراليين فقط ، وإنه لن يسمح لليساريين بالانضمام إليها كما هو الحال في الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية". ووصف الحركة بأنها نابعة من حزب شرعي هو حزب "الأحرار" وليست من قوى محظورة سياسيًا كما هو الحال مع حركة "كفاية" ، التي تنضوي تحت لوائها شخصيات من كافة ألوان الطيف السياسي : ليبراليين وشيوعيين وإخوان. وأشار إلى أن الحركة لا تسعي لاستقطاب الشخصيات النخبوية مثل "كفاية" ، ولكنها ستقف إلى جانب التيارات الإصلاحية الليبرالية وستسعى للتنسيق بين الأحزاب السياسية التي ينتمي إليها أعضاء هذا التيار. ونفى رمضان أن يكون الغرض من تأسيس "حركة أحرار مصر" طرحها كبديل للأحزاب الليبرالية، وقال إنها تحترم كل الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة بغض النظر عن انتماءاتها السياسية أو الفكرية مادامت تطالب بالإصلاح. وأشار إلى أن الحركة ستسعى إلى التقريب والتنسيق بين المستقلين سياسيًا من ناحية والمنتمين إلى الفكر الليبرالي من ناحية أخرى. وكانت مصادر حزبية قد فسرت تلك الخطوة بأنها تأتي في إطار مساعي رمضان الذي يقيم علاقات وطيدة مع إسرائيل للوصول إلى رئاسة الحزب ، الذي يعاني من الشلل والتجميد منذ حوالي عشر سنوات عقب وفاة زعيمه ومؤسسه مصطفى كامل مراد. ويتصارع على رئاسة الحزب 14 شخصًا ، أبرزهم طلعت السادات عضو مجلس الشعب والدكتور حسام عبد الرحمن الأمين العام للحزب والدكتور ياسر رمضان ، بالإضافة إلى بعض صحفيي جريدة "الأحرار" وجمال عبد الرحمن ، وهو "مبيض محارة" ويرأس حاليًا مجلس إدارة جريدة "المواجهة" التابعة لحزب "الأحرار" . وكانت لجنة شئون الأحزاب قد أعلنت أنها ستحسم مسألة النزاع على رئاسة الحزب بعد صدور حكم قضائي بعدم الاعتداد برئاسة حلمي سالم، إلا أن التطورات التي شهدتها الساحة السياسية في الآونة الأخيرة شغلت اللجنة التي يرأسها صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطني عن اختيار رئيس مؤقت للحزب لمدة عام ، يقوم خلالها بترتيب الأوضاع والدعوة لمؤتمر عام لانتخاب رئيس جديد للحزب. الجدير بالذكر أن طلعت السادات عضو مجلس الشعب قد تقدم بطعن ضد محمد فريد زكريا عضو مجلس الشورى وأحد المتنازعين على رئاسة حزب "الأحرار" ، قال فيه إن الأخير لم يؤد الخدمة العسكرية، وهو الأمر الذي لا يهدد فقط عضويته في مجلس الشورى بل يهدد فرصته في المنافسة على رئاسة حزب "الأحرار". وتبدو فرصة الدكتور ياسر رمضان الذي يعد أقدم نائب لرئيس حزب "الأحرار" ضعيفة بسبب علاقاته الوطيدة مع إسرائيل وصفقاته التجارية مع المستثمرين الصهاينة. في المقابل، يعتبر الدكتور حسام عبد الرحمن رجل أعمال وصاحب مجموعة مدارس خاصة أقوى المرشحين لرئاسة الحزب، في ظل رفض النظام اختيار طلعت السادات للمنصب الشاغر، بعد أن فشلت محاولاته لتولي رئاسة مجلس إدارة جريدة "الحقيقة" بسبب رفض الأجهزة المعنية بالدولة.