في أعقاب حرق بعض المجهولين لقصر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في برقاش إحدى ضواحي الجيزة ، والذي أنشأه ضمن أشغال أخرى على مساحة أرض تصل إلى خمسة وعشرين فدانا ، سارع هيكل بتكليف محاميه باتهام الإخوان المسلمين بارتكاب الواقعة وأنهم تورطوا في تلك "الجريمة" ردا على نقده لهم والحوارات الفضائية التي انتقدهم فيها ، وسجل محضر رسمي بذلك ، ثم التقى هيكل قبل أيام بالإعلامية لميس الحديدي في حوار مطول كعادته ، يشبه حوارات القذافي عندما كان "يصهلل" أمام الكاميرات ، وراح هيكل يحكي لها معلوماته "الموثقة" عن الجريمة التي ارتكبها الإخوان ، والمخطط الخطير الذي تم به التنسيق والترتيب بين مجموعات إرهابية لاقتحام مقر هيكل وتدميره ، وأوضح هيكل بخيال كاتب سيناريوهات محترف ورصين ، وبثبات كامل ، كيف صدرت الأوامر بحرق قصره من خلية في رابعة العدوية أيام الاعتصام الشهير ، وأن التكليف وصل إلى خلية امبابة ، وهي الخلية التي شكلت مجموعة الاقتحام والتدمير ، وأبدت لميس حزنها الشديد ، وكان أساها باديا على وجهها من الجريمة النكراء التي قام بها الإخوان ضد قصر هيكل والذي يحتوي على تراث عالمي نادر كما قال هيكل ، ربما تمهيدا لصرف مبلغ تأميني مناسب إذا سارت الأمور بشكل جيد ، لكن المفاجأة التي ربما أربكت هيكل الآن ، جاءت أمس فقط عندما نجحت أجهزة الأمن في الوصول إلى المجرم الذي ارتكب الواقعة ، وألقت القبض عليه ، حيث اعترف بالتفصيل بما حدث ، وحسب نص الخبر الذي وزعته وكالة أونا المملوكة لنجيب ساويرس ، صديق هيكل ، أن المجرم الذي ارتكب الواقعة هو قهوجي مسجل خطر ، استغل الهوجة التي أعقبت أحداث رابعة والنهضة وانشغال الأمن ، وسرق الفيلا وأحرقها لإخفاء هدفه بالاشتراك مع بلطجي آخر ، وتبين حسب محضر الضبط أن المتهم يدعى “عبد الرازق.ج – 23 سنة – قهوجي” ومقيم بمفرده ، حيث أشعل من قبل النار بنقطة شرطة المنصورية وسرقة محتوياتها عقب فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة والمحرر عنها المحضر رقم 10542/2013 جنح المركز، ودلت التحريات الى ان المتهم نجح برفقة آخر فى سرقة محتويات فيلا الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل والمحرر عنها المحضر رقم 12842/2013 جنح المركز ، تم الكشف جنائيًا عن المتهم النص ما زال للمحضر الرسمي للشرطة وتبين أنه محكوم عليه هارب من 5 قضايا وهم 1979/2005 جنح مركز منشأة القناطر “ضرب” بالحبس شهر، و4979/2009 جنح مركز منشأة القناطر “ضرب” بالحبس شهر، و8266/2011 جنح مركز منشأة القناطر “إيصال أمانة” بالحبس أسبوعين ، و8267/2011 جنح مركز منشأة القناطر إيصال أمانة بالحبس أسبوعين ، و1265/2011 جنح منشأة القناطر “إيصال أمانة” بالحبس أسبوعين ، واعترف المتهم بسرقة المضبوطات من نقطة شرطة المنصورية وسرقة الفيلا بالإشتراك مع ” محمد.ع” وتحرر المحضر رقم 13688/2013 جنح المركز واحاله اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة للنيابة والتى باشرت التحقيقات معه . انتهى الخبر نقلا عن الوكالة الإخبارية ، وأعتقد أن الواقعة ناقصة ، وأن هيكل ربما يتهم الشرطة بأنها لم تصل إلى الفاعل الحقيقي ، وأنها لو دققت فسوف تكتشف أنه تلقى توجيهاته من الخلية الإخوانية المسجونة في مزرعة طره ، فهيكل لا يكذب وإن كان يتجمل كثيرا ، والمساحة بين الكذب والتجمل عنده مفقودة ، وهو لديه قدرة أسطورية على أن يحكي للناس حواديت سياسية غريبة ليس عليها شاهد واحد ، وإذا اضطر إلى ذكر شاهد فلا بد أن يكون من بين الموتى ، الله يرحمك يا جلال يا كشك ، وبالمناسبة هناك اعتقاد سائد على نطاق واسع بين النخبة المصرية ، أن هيكل هو صانع سيناريو الدم والعنف الذي تمارسه أجهزة الدولة حاليا ، وأنه "لعب" في دماغ بعضهم فانتهى الأمر إلى الورطة التي نراها الآن ، والله يستر على البلد . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.