حفلت أجندة الرئيس حسني مبارك أمس بالعديد من اللقاءات والاستقبالات، فيما يعد ردًا عمليًا على الشائعات التي طالت صحته في الآونة الأخيرة، والتكهنات التي تردد حول سفره المزعوم إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، بعد شهور من إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة. واستضاف الرئيس مبارك الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، ودارت اللقاءات حول عملية السلام والعودة إلى المفاوضات المباشرة، فضلاً عن استقباله الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد. وقبل وصول نتنياهو إلى القاهرة بعد تأجيل لزيارته المؤجلة من الأسبوع الماضي، أعرب وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر الأحد- المقرب من مبارك- عن اعتقاده بأن الرئيس يتمتع بوضع صحي جيد وسيبقى في منصبه فترة أطول. وأضاف في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي "تحدثت معه في الفترة الأخيرة. ومن دون أن أكون طبيبا، استطيع أن أؤكد لدى سماع صوته أنه يتمتع بوضع صحي جيد وسيشغل الساحة السياسية فترة أطول"، وقال "لاحظت إنه صلب وغاضب جدا من كل التدابير المتعلقة بصحته". وبحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان استقبل الرئيس مبارك كلا من الزائرين على حدة واحدا بعد الآخر ولم يلتق أي منهم بالآخرين، واستهل مباحثاته بلقاء المبعوث الأمريكي للسلام- الذي بدأ مهمة مكوكية مدتها أربعة أشهر من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين- واستمر الاجتماع ساعة، ثم غادر الأخير قصر الرئاسة مسرعا دون أن يتحدث إلى الصحفيين. وبعد دقائق من خروج ركب ميتشل المكون من سيارات بيضاء نوافذها معتمة، دخل موكب مماثل من السيارات السوداء ذات النوافذ المعتمة يقل عباس الذي اجتمع معه ميتشل في رام الله يوم السبت، وبعد نحو نصف ساعة انصرف عباس دون أن يتحدث هو الآخر إلى الصحفيين. ووصل نتنياهو بعد قليل من انصراف عباس، وعقد الرئيس مبارك محادثاتهما في لقاء موسع على غداء عمل حضره إلى جانب أبو الغيط وسليمان ووزير البيئة ماجد جورج والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ومن الجانب الإسرائيلي إسحاق ليفانون سفير إسرائيل بالقاهرة، وعوزى أراد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والوفد المرافق لرئيس الوزراء. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن محادثات مبارك مع المسئولين الثلاثة تركزت على "مناقشة وضع عملية السلام والمفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء تأكيد مصر على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق رؤية حل الدولتين على أرض الواقع"، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل. وقال أبو الغيط للصحفيين بعد الاجتماعات إن إجراء محادثات مباشرة غير ممكن في الوقت الراهن لكن ما زال هناك وقت، وأضاف "ما زال الأمل لدينا في إمكان أن نسد الفجوة. الفجوة بين متطلبات الأمن لإسرائيل والحدود للفلسطينيين". كما استقبل الرئيس مبارك بالقاهرة الأحد رئيس الصومال شريف شيخ أحمد وبحث معه تطورات الوضع في الصومال والجهود المصرية والأفريقية الداعمة لتحقيق الاستقرار في هذا البلد، بحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومن الجانب الصومالي وزير الخارجية يوسف حسن إبراهيم ووزير الدفاع أبو بكر عبدي عثمان وعبد الله حسن محمود سفير الصومال بالقاهرة.