اتهمت إيران الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء تفجيري زاهدان، اللذين سقط فيهما نحو 197 بين قتيل وجريح بينهم عناصر من الحرس الثوري، وتبنى مسؤوليتهما تنظيم جند الله. فقد أشار وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، معتبرًا أنّ "تنفيذ الصهاينة لهذا العمل الإرهابي له عدة أهداف، منها خلق الانقسام بين السنة والشيعة". وأورد موقع التلفزيون الرسمي عن نائبه علي عبد الله قوله: إنّ "المرتزقة من الاستكبار العالمي نفذت هذا العمل الإرهابي الأعمى"، وقد "تم تدريب وتجهيز وكلاء هذه الجريمة خارج حدودنا ثم جاؤوا إلى إيران". وكان تنظيم جند الله المعارض بإيران أعلن أمس في موقع إلكتروني مسؤوليته عن التفجيرين اللذين وقعا الخميس الماضي وسط حشد من الشيعة في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان بلوشيستان جنوب البلاد، فقضى فيهما 28 على الأقل وأُصيب أكثر من 169. وقال التنظيم إنّ التفجيرين استهدفا الحرس الثوري الإيراني. مشيرًا إلى أنّ منفذيهما من أقارب زعيم التنظيم السابق عبد الملك ريجي، الذي أعدمته إيران الشهر الماضي بعد إدانته بتدبير تفجيرات مماثلة، وتوعد التنظيم بالانتقام لإعدامه. من جهته، اعتبر مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الثقافية والاجتماعية علي رضا أفشار أنّ "أمريكا من خلال دعمها للإرهابيين تريد توجيه ضربة للجمهورية الإيرانية والتعويض عن هزائمها الأخيرة في مختلف القضايا". واتهم أفشار تنظيم جند الله بالتبعية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة. مشيرًا إلى أنّ الولاياتالمتحدة "قدمت التدريب والأجهزة لهذه الزمرة الّتي ما زالت تتلقى الدعم من واشنطن"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا. وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي حمل الإدارة الأمريكيّة مسئولية التفجيرين، وطالب الأممالمتحدة بمحاكمة "حماة الإرهابيين للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية في العالم". واعتبر أنّ هذه العمليات تأتي في إطار "دعم أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية للزمر الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط". وفي هذا الإطار اتهم نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس إسماعيل کوثري بعض بلدان المنطقة الّتي لم يسمها بدعم العمليات ماليًا، وحذَّر من أنها تهدف إلى بث الفرقة بين المسلمين. وتشهد منطقة زاهدان نشاطًا لتنظيم جند الله الّذي تبنى المسؤولية عن عدد من التفجيرات، كان آخرها في أكتوبر الماضي، حيث أعلن مسؤوليته عن هجوم قُتل فيه 24 على الأقل، بينهم سبعة من قادة الحرس الثوري في بلدة بيشين في إقليم سيستان بلوشستان