تعرض طلاب السنة الثالثة ثانوي أو المرحلة الثانية كما يقال، ولا يزالون يتعرضون لأكبر عملية ظلم جماعي في تاريخ التعليم المصري. هم طلاب السنة المنسية أو الملغاة أو المظلومة، وهم نتاج تخبط سياسات التعليم بين إلغاء سنة دراسية من الإبتدائية ثم إعادتها، وكثير منهم من أبناء العاملين في الخارج الذين درسوا هناك بعض سنوات الدراسة الطبيعية ثم عادوا لمصر فلم يجدوا لهم مكانًا في سنوات التعليم، ثم انضم إليهم بعض المتخلفين من سنوات سابقة. هذه الفئة يجب أن ينظر اليهم مكتب التنسيق نظرة خاصة تتناسب مع الظروف التي مروا بها. فمن البداية لم تكن هناك فصول لهم في كل المدارس بل إن مدارس محدودة جدا التي فتحت فصولا لهم، وكان الانطباع دائما أنهم قلة لا وزن لها، حتى البرامج التعليمية في التلفزيون كانت تتجاهلهم، وكذلك الملاحق التعليمية في الصحف، وذلك لأن عددهم قليل. إن مديريات تعليمية بحالها لم تكن بها فصول لهذه المرحلة خاصة في التعليم الخاص. وتلك الفصول التي تم افتتاحها لم تكن تكتمل وكان عدد الطلاب بها أقل من بقية الفصول.. وعلى سبيل المثال فقد افتتحت مدرسة القومية بالعجوزة فصلا بها لهذه الفئة كانت احدى طالباته تأتي من مدينة 15 مايو جنوب حلوان، والبعض من الهرم لعدم وجود فصول لهم في المدارس الخاصة بمديريات تعليم الهرم وفيصل والجيزة! ولذلك انعدم التنافس بين الطلاب، وكانت نسبة النجاح بينهم هي الأدنى منذ 30 سنة. فهل يعقل ان تتوافر صفة تدني المستوى التعليمي بين أكثر من 70 ألف طالب وطالبة في سنة واحدة بوجه خاص؟ ولماذا كانت نسبة طلاب الأدبي تمثل 72% من الطلاب على غير المعتاد في كل المراحل السلبقة، بينما لا يمثل طلاب الأدبي في المرحلة الأولى أي السنة التي تليهم مباشرة سوى 37,5% أي أقل من النصف؟ إن السبب واضح جدا وهو أن طلاب هذه السنة عانوا من ضياع كيانهم وانعدام اهتمام المجتمع بهم، والخوف من عدم تقبلهم داخل مستويات التعليم، وتولد لديهم خوف من المستقبل وإحساس بالفشل. ثم اكتمل الظلم بقرار احتساب قبولهم في الجامعات وفق متوسط القبول خلال السنوات الخمس الماضية وهو قرار غير دستوري وظالم وغير مسبوق لأنه يحرم الطلاب من فرصتهم في التعليم لذنب لم يقترفوه، والقرار يحاسبهم على مجاميع غيرهم لا على مجاميعهم هم. لقد تدنت نسبة النجاح والمجاميع في المرحلة الأولى أيضا هذا العام، وبالتالي سيكون الحال كذلك حين يصل هؤلاء للمرحلة الثانية في العام المقبل فهل سيحاسبون وفق مستوى مجاميعهم هم، أم وفق مجاميع السنوات السابقة؟ وهناك طلاب يحصلون على الثانوية العامة في الخارج ثم يأتون للدراسة في الجامعات المصرية، وهؤلاء لهم "كوته" أو حصص معينة في الكليات لكل بلد يأتون منه، وقد يصادف أن لا يتنافس عدد كبير من الطلاب على كلية معينة، ومن ثم تقبل تلك الكليات مجاميع أقل بكثير من التنسيق الخاص بمصر، ولم يتغير هذا الوضع، فلماذا التعنت مع من عادوا قبل الحصول على الثانوية العامة من الخارج؟.