سادت أجواء من القلق في الأوساط القبطية في ضوء تصريح البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية خلال عظة الأربعاء الماضي لزوج تحولت زوجته إلى طائفة "شهود يهوه" بإمكانية منحه تصريح بالزواج بعد الطلاق من زوجته، باعتبارها أصبحت "كافرة"- وفق مفهوم البابا- وعليه فيمكن للزوج أن ينفصل عنها ويتزوج من سيدة أخرى تتفق معه في الملة والطائفة. وكان مبعث القلق حول هذا الأمر هو الخوف من إمكانية استغلال آلاف الأقباط لتلك "الثغرة" للحصول على أحكام مماثلة بالطلاق والتصريح بالزواج الثاني بدلاً من التحول ل "الإسلام" كما يلجأ البعض من أجل السماح له بالزواج الثاني. وصرح أسقف مقرب من البابا شنودة ل "المصريون" أن البابا شنودة والكنيسة القبطية ترى أن المنتمين لطائفة "شهود يهوه" ليسوا بمسيحيين ومن ثم فلا يمكن إتمام الزواج بينهم وبين الأرثوذكس حال تحول أحد الزوجين إلي تلك الطائفة وعليه فيسمح له بالطلاق، وينطبق هذا الأمر على طائفة " الأدفنتست السبتيون" أيضًا. وعبر عن خوفه من أن هذا الأمر ربما يفتح باب "جهنم" – على حد تعبيره – على الكنيسة القبطية، مع إمكانية تحول آلاف الأقباط إلى تلك الطائفة للحصول على الطلاق "الرسمي" بموجب قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي يتم تناقشه لجنة شكلها المستشار ممدوح مرعي وزير العدل، خصوصًا وأن البابا شنودة وحده الذي لا يعترف بهم في حين أن الطائفة الإنجيلية مثلاً لا ترى غضاضة في ذلك. وتمنع طائفة "شهود يهوه" أتباعها من خدمة العلم، لأن جميع حكومات العالم في نظرها هي موجودة بسماح من الله، كما تعتبر تحية العلم نوعًا من عبادة الأصنام، لأنها ترمز إلى ولاء الشخص للوطن والذي يتعارض مع الولاء المطلق لله ولملكوته، كما تحرم عملية التبرع بالدم بسبب قدسيته، فكل إنسان- بحسب اعتقادها- يمتلك حياته في دمه ولا يجوز أن تنتقل تلك الحياة لإنسان آخر حتى لو كان مشرفًا على الموت ويحتاج لمتبرع بالدم، وان الدم الوحيد القادر على الإنقاذ هو دم المسيح فحسب، بحسب معتقدها. والاختلاف الأساسي بين تلك الطائفة وباقي الطوائف المسيحية أنها لا تعتقد بموت المسيح على صليب، بل على عمود أو خشبة، لذلك فهي لا تضع الصليب على الصدور وفي البيوت، كما أن أتباعها لا يستعملون الصور والتماثيل في عبادتهم، ويقدر عددهم في مصر بنحو 6 آلاف شخص. وتشترك طائفة "السبتيين" و"شهود يهوه" في كون أتباعهما لا يمارسون الطقوس والعبادات التي تمارسها الكنائس المصرية ولا يؤمنون بأي من الأسرار الأرثوذكسية ولا تعترف الطائفتان بالطوائف المسيحية الأخرى.