فى الوقت الذى يؤكد فيه مسئولون بوزارة الدولة لشئون البيئة خلو خليج السويس من أى ثلوث بسبب التسرب الزيتى، الذى وقع يوم الأربعاء الماضى، أشار الصيادون فى المنطقة إلى تحرك البقعة الزيتية إلى منطقة رأس غارب، محذرين من تأثير هذا التلوث على البيئة البحرية بالبحر الأحمر والثروة السمكية بخليج السويس الذى تسبب فى قتل كميات كبيرة من أسماك الذريعة. وقال الربان محمود إسماعيل رئيس الهيئة المركزية لإدارة الكوارث والأزمات بوزارة الدولة لشئون البيئة إن وزيرى البيئة والبترول ومحافظ البحر الأحمر قاموا بزيارة تفقدية أمس الأول نفذوا خلالها طلعة جوية فوق خليج السويس باستخدام الأجهزة الإلكترونية، تلتها طلعة بحرية تبين منها عدم وجود أى بقع زيتية بالمنطقة. وأضاف أنه تم تفقد أيضا شواطئ القرى السياحية، التى أبلغت عن وصول البقعة الزيتية لها للوقوف على سير العمل، وتم دعمها بأطقم عمل إضافية لسرعة التخلص من التلوث حفاظا على الأنشطة السياحية فى المنطقة. وأضاف أن هناك طلعات جوية وبحرية تمت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وتأكد خلالها عدم وجود أى انتشار للبقعة الزيتية فى خليج السويس، مطالبا أى شخص يدعى وجود البقعة الزيتية فى أى مكان بتقديم صورة عليها التاريخ لإثبات ذلك. وأوضح الربان إسماعيل أن الحادث وقع فى خليج السويس فى منطقة تسمى (خليج الزيت)، التى تتركز فيها منصات البترول البحرية، مشيرا إلى أن هناك احتمالا كبيرا أن يكون مصدر التسرب إحدى الشركات العاملة هناك، وهناك حاليا لجنة فنية من وزارة البترول لتحديد المصدر وتطبيق الإجراءات القانونية المتبعة. وكانت مصادر بجهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر كشفت عن أن بقعة الزيت الخام وصلت إلى شواطئ القرى السياحية، التى تقع بين قرية الجونة وفندق هيلتون بلازا، والتى دفعت السائحين إلى عدم نزول البحر، وحصلت أجهزة وزارة البيئة على عينات من البقع لتحليلها والكشف عن مصدرها والتعامل معها لتشتيتها ورصد الأضرار التى لحقت بالبيئة البحرية. من جانبه قال سلطان سعيد، مدير فندق شيدوان جاردن، أحد الفنادق التى تأثرت شواطئها الخاصة بالبقعة الزيتية، أنها تسببت فى خسائر فادحة للفندق حيث عطلت عملية النزول للبحر، مشيرا إلى أن السياح يقومون بتصوير الشاطئ المتأثر بالبقعة النفطية ليرسلوها لبلادهم ويرفعوا قضايا على الفندق وشركة السياحة، التى تعاقدوا معها للحصول على تعويض عن ثمن الرحلة. وأشار سعيد إلى أنه لم تصلهم حتى الآن أى مساعدات حكومية للسيطرة على البقعة وأنهم يعتمدون على جهودهم الذاتية فى السيطرة عليها من خلال محاصرتها بالشباك. وطالب الربان إسماعيل أى قرية سياحية متضررة من التلوث الزيتى، ولا تستطيع السيطرة عليه بالاتصال بالغرفة العمليات على أرقام (25256491 25256492) ليتم إرسال لجنة فنية من فرع جهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر للمعاينة والصيانة، مشيرا إلى أن الأولوية تكون للشواطئ السياحية. وعلى صعيد متصل طالب عمرو على، رئيس جمعية هيبيكا للانشطة البحرية - جمعية بيئية تنظم الرحلات إلى البحر الأحمر- بمحاسبة شركات البترول التى تتسبب فى هذه التسريبات، مشيرا إلى أن هذه الواقعة تكررت فى محافظة البحر الأحمر عشر مرات على مدار عامين، محذرا من وجود الآبار البترولية على مقربة من المحميات الطبيعية. وفى السياق ذاته أكد حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة أن حجم الكارثة كبير، مضيفا أنه على وزارات البترول والبيئة والسياحة دعم الجمعيات الأهلية بالمعدات والإمكانات حتى تساعد هذه الجمعيات فى القضاء على التلوث البيئى أو مواجهة أى أزمة مماثلة، موضحا أن الجمعيات الأهلية تمتلك الكوادر البشرية، لكن ينقصها الإمكانات المتوافرة لوزارات السياحة والبترول والبيئة.