قالت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين انها قد تخفض المساعدات الاقتصادية أو العسكرية لمصر لكنها لم تتخذ قرارا بعد في أعقاب فض الجيش لاعتصام رابعة والنهضة ولقي على أثرهما قرابة 900 شخص مصرعهم الأسبوع الماضي. يذكر أن حكومة الرئيس الأمريكي باراك اوباما منزعجة من الأحداث في مصر التي تشهد اسوأ عنف سياسي في تاريخها منذ إستخدم الجيش والشرطة القوة لفض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. ورفضت الولاياتالمتحدة وصف الإطاحة بمرسي بانها انقلاب عسكري ولم تطالب قط باعادته الى السلطة. ولم توقف أيضا المساعدات العسكرية والاقتصادية الكبيرة التي تحصل عليها القاهرة من واشنطن. ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز نشر يوم الاثنين وقال إن الوزارة اوقفت تمويلها لمشروعات اقتصادية تشارك فيها الحكومة المصرية بشكل مباشر. وابلغت ساكي الصحفيين ان وزارة الخارجية تراجع المساعدات الاقتصادية لترى ما يمكن استقطاعه منها كنتيجة لعزل مرسي والعنف الذي اعقبه لكنها اكدت انها لم تتخذ قرارات بعد. وقالت إن هذا الاستقطاع ربما يطبق على اقل من نصف المساعدات الاقتصادية البالغة 241 مليون دولار لكنها لم تستطع تقديم رقم محدد. وأضافت ساكي إن القانون الامريكي يستثنى من مثل هذا الخفض المساعدات الاقتصادية المقدمة إلى المنظمات غير الحكومية وكذلك البرامج الحكومية التي تدعم الانتخابات الحرة والنزيهة والصحة والبيئة والديمقراطية وسيادة القانون والحكم الرشيد. وقالت إن البرامج الاقتصادية التي لا تغطي هذه المجالات قد تتأثر. وقالت "نراجع كلا من هذه البرامج واحدا تلو الاخر لتحديد ما اذا كان لدينا سلطة الاستمرار في تقديم هذه الأموال أم انه يتعين تعديل انشطتنا لضمان ان تكون متسقة مع القانون." وقالت المتحدثة إن حكومة اوباما قد تختار استقطاع جزء من المساعدات العسكرية البالغة 1.23 مليار دولار هذا العام. وكان التأكيد على هذا مفاجئا بعض الشئ لأن وزارة الخارجية قالت في 25 من يوليو تموز إنها قررت تفادي قانون أمريكي يقضي بأن تقطع المعونات العسكرية إذا خلصت إلى أن انقلابا عسكريا قد وقع. وبموجب القانون الأمريكي فإن معظم تدفقات المعونات العسكرية يجب ان تتوقف اذا خلصت واشنطن إلى أن "رئيس حكومة منتخب انتخابا صحيحا لبلد ما خلع بانقلاب أو مرسوم عسكري" أو أطيح به في "انقلاب أو بمرسوم لعب فيه الجيش دورا حاسما." ونتيجة لذلك اختارت وزارة الخارجية التحايل على هذا القانون مجادلة بأنها ليست ملزمة قانونا باصدار حكم على هذا الوضع ومن ثم يمكنها تفادي مسألة ما إذا كان يجب عليها قطع المساعدات العسكرية. وأشارت ساكي منحية جانبا المسألة القانونية ان الحكومة الأمريكية ما زالت تجري مراجعة واسعة قد تنتهي إلى خفض المساعدات العسكرية أو الاقتصادية لمصر بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز". وقالت "قد نتخذ قرارات اخرى فيما يتصل بمساعداتنا. فالرئيس لديه مجموعة واسعة من الخيارات." وإختتمت ساكي تصريحاتها بأنه من بين المساعدات العسكرية المقرر تقديمها في السنة المالية الحالية والبالغة نحو 1.23 مليار دولار تم بالفعل تحويل مبلغ 650 مليون دولار إلى حساب لمصر في بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك. وهناك مبلغ أخر قدره نحو 585 مليون دولار لم يتم بعد تحويله وقد يتم خفضه أو إلغاؤه إذا قرر أوباما ذلك