لم يدرك الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى أن يستيقظوا على أصوات قوات الأمن تناديهم بترك الميادين وإنهاء اعتصامهم على الفور لتنهى اعتصام دام قرابة ال 46 يومًا، ظنوا خلالها أن فض الاعتصام درب من الخيال، وصراخ الأطفال واستغاثات النساء حولت الحلم الذي عاشه مؤيدو الشرعية إلى كابوس مزعج وعجلت بنهاية "ماراثون الشرعية"، الذى دخله مؤيدو مرسى منذ أسابيع مضت على عزل أول رئيس مدنى منتخب. الداخلية تطلق النداءات الأخيرة لفض الاعتصام مع الدقائق الأولى لفجر اليوم الأربعاء استيقظ معتصمو رابعة العدوية ونهضة مصر على أصوات طائرات تحلق فى الأفق، تابعها انقطاع تام للكهرباء وانقطاع بكبلات الإنترنت توقع معه الجميع أن يكون مجرد إنذار أو جزء من مخطط الحرب النفسية التى تشنها قوات الأمن ضدهم، إلا أنهم فوجئوا بتحركات غير طبيعية بالمنطقة وحالة من التأهب الأمني غير المسبوق من قبل، حيث حاصرت قوات الأمن مداخل ومخارج الميدان وتركت مخرجًا واحدًا فقط؛ لخروج المعتصمين مع تشديدها على تسليمهم الأسلحة التى بحوزتهم، ومع رفض المعتصمين الخروج وانضمام متظاهرين جدد لهم قامت قوات الأمن بإغلاق الأربعة مداخل وحوطوا الاعتصام وفرضت كردونًا أمنيًا مشددًا وبدأت المنصة الرئيسية فى إطلاق الاستغاثات وإطلاق الدعوات للشعب المصري بالانضمام إليهم، فيما قام أحد المشايخ بالدعاء على كل من تسبب فى إراقة الدماء. ومع مرور ساعة على إطلاق النداء الأخير جددت قوات الأمن نداءها بمكبرات الصوت بخروج الأطفال والنساء خارج الاعتصام دون استجابة لها. الساعة السابعة بتوقيت ساعة الصفر بدأت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الخرطوش لمحاولة إجبار المعتصمين على المغادرة وترك الاعتصام دون إراقة دماء، وقابلت اللجان الشعبية تلك الهجمة من قبل قوات الأمن بعمل حائط صد وتكثيف أمني وإغلاق المداخل والمخارج بالمتاريس والأجولة الرملية والحجارة، وتم حشد عد كبير من المعتصمين أمام المداخل والمخارج لتأمينها فيما تجمهر المئات أمام المنصة الرئيسية وخلفها. فض اعتصام نهضة مصر يربك الحسابات بعد ما يقرب من ساعة كاملة واصل فيها معتصمو نهضة مصر استبسالهم للحفاظ على الاعتصام من الفض استطاعت قوات الشرطة الاقتحام بعد إلقاء سيل من الغازات المسيلة للدموع والخرطوش، مما نتج عنه إصابة المئات ووقوع عدد من الضحايا من الجانبين خاصة بعد قيام المعتصمين باستخدام الرصاص الحى وإطلاق النيران على قوات الأمن. وتحول اعتصام النهضة الذي استمر قرابة ال46 يومًا إلى "كومة من التراب" والخيام الملقاة على الأرض وسط حالة من الكر والفر والهياج سيطرت على أنصار الرئيس المعزول الذين لجأوا إلى الحدائق والمتنزهات. فيما تجمع العشرات منهم بميدان الجيزة ومصطفى محمود فيما ألقت قوات الأمن القبض على العشرات. اعتصام رابعة يواصل الصمود ومع فض اعتصام النهضة سادت حالة من اليأس والإحباط بين صفوف متظاهري رابعة العدوية إلا أن المنصة الرئيسية واصلت الهتافات الثورية والدعاء والشد من آزر المعتصمين الذين أعادوا ترتيب صفوفهم الداخلية وبدأوا فى بث الروح الحماسية بين المتظاهرين. وقامت قوات الأمن من الجيش والشرطة بإغلاق كل مداخل ومخارج الميدان وفرضت سياجًا أمنيًا مشددًا، ودفعت بأكثر من 15 مدرعة ومصفحة مليئة بالجنود وسط توالى إطلاق الغازات المسيلة للدموع، فيما بدأت اللجان الشعبية والمعتصمون بالرد بقوة على قوات الأمن بإطلاق وابل من الرصاص الحي، الأمر الذى أدى لوقوع عدد كبير من الضحايا بلغ نحو 300 قتيل و800 مصاب على حسب رواية المستشفى الميدانى برابعة. المستشفى الميدانى برابعة تحت الحصار تعرض المستشفى الميدانى برابعة العدوية إلى هجوم من قبل قوات الجيش والشرطة، مما أدى إلى إخلائه. وأكد المتواجدون بالمستشفى أنهم يمارسون عملهم خارج المستشفى من أجل إسعاف المصابين والجرحى الذين تعدت أعدادهم المئات. وأكد القائمون على المستشفى أنهم فقدوا الكثير من الأدوية والعقاقير والمستلزمات الطبية عند محاولة قوات الأمن فض الاعتصام بالقوة، وأكدوا أن الأمن منع وصول سيارات الإسعاف أو دخولها لمقر الاعتصام؛ مما تسبب فى تفاقم الحالات. الإسعاف: 13قتيلاً و98 مصابًا حصيلة فض اعتصامي رابعة والنهضة قال الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، إن عدد مصابي عمليات فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة ارتفع إلى 98 شخصًا وأشار سلطان فى تصريحات صحفية إلى أن عدد القتلى فى هذه العمليات ارتفع إلى 13 شخصًا بينهم خمسة من قوات الشرطة "ضابطان وثلاثة مجندين"، وأفاد رئيس الإسعاف أنه تم توزيع المصابين على المستشفيات القريبة من مواقع الأحداث، فيما تنوعت الإصابات إلى طلقات نارية وخرطوش وإغماءات وكدمات وكسور واختناقات.