قال وزير خارجية جنوب السودان الدكتور برنابا ميريال بنجامين إنه لا يوجد بديل أخر أمام جوباوالخرطوم سوى التعاون المشترك وتعزيز علاقات الجوار ولا عودة للحرب مرة أخرى. وأوضح بنجامين، في تصريحات صحفية أدلى بها في أول يوم عمل له من مقر وزارته ظهر اليوم، أنه سيعمل ونظيره السوداني معا من أجل تحقيق هدف واحد هو ارساء ونشر السلام والاستقرار لشعب السودان وجنوب السودان وخلق بيئة تعاون تساعد في تطبيق اتفاقيات التعاون بين الجانبين وحل قضايا مثل مشكلة إقليم أبيي وترسيم الحدود وتشجيع استمرار تدفق النفط عبر أراضي السودان من أجل انعاش اقتصاد الدولتين. وأضاف أن جوبا ستواصل العمل مع الاتحاد الافريقي وأنها ملتزمة بتطبيق اتفاقيات التعاون دون شروط ، مشيرا إلى أن الرئيس سلفا كير ميارديت كرر التزام جنوب السودان بتطبيق اتفاقيات التعاون مرارا ووعد بعدم العودة للحرب مرة أخرى ونشر السلام وتعزيز علاقات حسن الجوار. ولفت إلى أنه سيقوم بزيارة إلى السودان للقاء نظيره السوداني في إطار تعزيز العلاقات الثنائية إلا أنه لم يذكر موعدا لهذه الزيارة. ووجه رسالة إلى نظيره السوداني علي كرتي أكد فيها أنه عندما يلتقي كرتي فإنهما سيعملان معا من أجل تعزيز السلام بين البلدين وتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين. وقال إن بترول جنوب السودان مازال يتدفق ونشجع دولة السودان على الوفاء بالتزامها حيال تطبيق اتفاقيات التعاون بما فيها نقل نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. وأشار إلى أن وصول نفط الجنوب للأسواق العالمية لا يفيد جوبا وحدها بل يفيد الخرطوم أيضا حيث تحصل رسوم عبور للنفط وبالتالي فإن تدفق النفط يصب في مصلحة اقتصاد الخرطوم، كذلك فإن جوبا تعد أكبر سوق للمنتجات السودانية خاصة من السلع الأساسية مثل السكر وبالتالي تعود إليهم أموال النفط ثانية. وحول أولويات العمل في وزارته، لفت بنجامين إلى أنه يتعين الحديث قبل أي شيء عن أولويات الحكومة وهي 10 أهداف منها مد الطرق وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والتعليم والكهرباء وتوفير كوب مياه نظيف لأبناء هذا البلد وحتى نتمكن من تحقيق هذه الأولويات يجب أن يكون لدينا أموال والبترول هو المصدر الوحيد لجلب هذه الأموال . وأما عن أولويات وزارته، فأشار إلى أنه سيعمل جاهدا على تقوية علاقات جنوب السودان بالمجتمع الدولي عبر العمل مع المؤسسات الدولية مثل الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية بين دول الجوار وكافة دول العالم . وحول التعديلات الوزارية الأخيرة، نفى بنجامين أي علاقة بين إقالة نائب الرئيس رياك مشار ضمن التعديلات الأخيرة ورغبة مشار في الترشح لانتخابات الرئاسة في عام 2015 وانتقاده لرئيس جنوب السودان . وقال إن التغييرات التي حدثت هي عملية ديمقراطية تحدث في أي بلد . وقال إن الحكومة الحالية لديها ملفات حساسة وتعمل جاهدة على حلها ومنها ملف المتمردين في مقاطعة بيبور بولاية جونقلي. وأكد في هذا الصدد التزام الحكومة بالعفو الرئاسي حيال المتمردين مشيرا إلى أن أعمال التمرد تقع في مقاطعة واحدة من 11 مقاطعة في ولاية جونقلي . وأوضح أن الولاياتالمتحدة أبدت قلقها حيال ما يحدث في جونقلي ونأخذ قلقها على محمل الجد . لكننا نبذل قصاري جهدنا لحل هذه المشكلة فمهمتنا كحكومة توفير الأمن وحماية المواطنين واتخذ الجيش الشعبي اجراءات تتمثل في اجراء تحقيقات في الانتهاكات وتقديم المسئولين عنها للعدالة . وأضاف أن جوبا شكلت كذلك في اطار حل قضية جونقلي لجنة مصالحة تضم أعضاء من المنظمات الإنسانية وكافة المؤسسات الممثلة للمجتمع وأجرى ديفيد ياوياو اتصالات مع منظمات انسانية ويعد هذا تقدما ملحوظا في هذا المسار. وقال إننا في حاجة لمشاركة أصدقاءنا وبينهم الولاياتالمتحدة في تطوير وتدريب قوات الأمن ورفع كفاءتها بالتعاون مع قوة الأممالمتحدة التي تقدر قواتها ب 10 آلاف جندي وكذلك المشاركة في ايجاد حل لمسألة التمرد في جونقلي . وفي نهاية تصريحاته، أعرب وزير خارجية جنوب السودان عن شكره لجميع من هنأه بتوليه منصبه الجديد من وزراء وسفراء للدول الأجنبية وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج والسودان ومصر مشيرا في هذا الصدد إلى الاتصال الذي أجراه معه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي فور اختياره لهذا المنصب في الحكومة الجديدة.