يديعوت أحرونوت: خلع مرسى أول رصاصة أطلقها الجنرال والجيش يخلى المساجد بالقوة من الإسلاميين ويخشى فوزهم بالانتخابات بعنوان "بعد الانقلاب نشأت في مصر دولة عسكرية ..والسيسي الآن يرتدي زي مبارك" قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها أمس، إن "خلع الرئيس الإخواني محمد مرسي كان أول رصاصة أطلقها الجنرال المصري، والجيش يخلي المساجد بالقوة من الإسلاميين ويعمل على خلو الانتخابات المقبلة من مقاعد للإخوان والسلفيين؛ سواء في البرلمان أو في نظام الحكم، كما كان الحال أيام مبارك وفي الخلفية يلاحظ ضعف المعسكر السني الراديكالي بالمنطقة". وأضافت الصحيفة العبرية أن الأحداث الأخيرة في مصر أتاحت القيام بعملية جس نبض للثورات العربية، فميدان التحرير هو بدرجة كبيرة ميدان الربيع العربي، هذا الميدان امتلأ بالشباب الليبراليين في يناير 2011 وبمرور الوقت تم استبدال هؤلاء بنشطاء إسلاميين حظوا بلقب غير حميد هو لصوص الثورة. وأشارت إلى أن حرب الميادين الخاصة بصيف 2013، والخاصة بالإسلاميين والليبراليين تهدد بالتحول إلى حرب أهلية في كل لحظة، الآن يتم إخلاء مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي بالقوة من الميادين ورويدا رويدا يتم ملء تلك الميادين بالجنود والدبابات، وبالنظر إلى ثورات كثيرة نشبت في التاريخ فإن تلك التي في مصر ستنتهي مجددا بديكتاتورية عسكرية. وبعنوان فرعي "السيسي في رداء مبارك"، قالت "يديعوت" إن يوم الجمعة الماضي سيسجل بلا شك كتاريخ هام في حياة الثورة المصرية، فقد أثبتت دعوة السيسي للشعب المصري بالتظاهر في هذا اليوم أن الجيش ليس عنصر وساطة بين الإسلاميين وبين العلمانيين، وأن هذا الجيش قرر محاربة الإخوان المسلمين بكل قوته. ولفتت الصحيفة إلى أن خلع مرسي كان الرصاصة الأولى التي أطلقها السيسي، فلقد علم وزير الدفاع المصري أن الإخوان سيستغلون المساجد لتأجيج المتظاهرين بعد صلاة الجمعة وقام بحشد المتظاهرين العلمانيين إلى جانبه، ومنذ يوم الجمعة الماضي تخرج يوميا تقارير عن اعتقال مسئولين بارزين بالإخوان المسلمين. وذكرت أنه بينما تحولت المدن إلى حلبات مواجهة، فإن الجمهور في القرى ينظر في صمت للأحداث، لكن واضح للجميع في مصر أن الغالبية الصامتة من الفلاحين الفقراء تؤيد في معظمها العناصر الإسلامية، واليوم الذي ستجرى فيه انتخابات للبرلمان والرئاسة سيكون محملا بفرص للإسلاميين كي يحظوا بمقاعد، وبسبب هذا يأتي قلق الجيش من فوز السلفيين أو الإخوان المسلمين في تلك الانتخابات. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تسن الحكومة المؤقتة برئاسة عدلي منصور قانونا جديدا ويمكننا الافتراض أن يتضمن هذا القانون بندا قديما يحظر على الحركات الإسلامية المشاركة في الانتخابات، بالضبط كما كان الحال في عهد مبارك. وأوضحت أن مصر من شأنها أن تتدهور من وضع الانقسام إلى وضع الفوضى، وبعد ذلك لحالة الحرب الأهلية، فالاختيار الآن ليس بين الديمقراطية وبين الديكتاتورية، وإنما بين الدولة العسكرية وبين الدولة الدينية، الاختيار الآن بين نظام عسكري وبين دولة شريعة قاسية جدا على شباب الثورة الذين أسقطوا مبارك، هذا اختيار بين القضاء على إنجازات الثورة والعودة لأيام الجنرالات وحالة الطوارئ وبين مستقبل يحول فيه الإخوان المسلمين البلاد إلى دولة دينية ببطء. وقالت الصحيفة العبرية إن السيسي الذي تحدث أمام وسائل الإعلام بزي عسكري ونظارة شمس ذكر الجميع بالرئيس المخلوع مبارك، كما طرح معارضوه سؤالا، ألا وهو أين الحكومة المؤقتة ولماذا لا تدير الأزمة؟ ووفقا للإخوان فإن الجيش أطلق النار دون تمييز على مؤيدي الجماعة ودفع بالبلطجية، وبينما يرى هؤلاء أن مرسي تم انتخابه بشكل ديمقراطي وأن خلعه هو انقلاب، يرى أعضاء حركة تمرد والليبراليون أن مرسي أدار البلاد بشكل غير قانوني وبالأخص عندما ألغى صلاحيات القضاء فيما يتعلق بالدستور. وبعنوان فرعي "سيناء وغزة ..مشاكل لحماس"، قالت "يديعوت" إن سقوط نظام حكم الإخوان المسلمين كان أشبه بنهاية الحفلة لكل العناصر في سيناء، وأن أحدا ما لن يوقف الجيش عن محاربة الإرهاب في شمال شبه الجزيرة، ولهذا سارع 60 من زعماء القبائل البدوية إلى إعلان ولائهم للجيش وتأييده في حربه على الإرهاب، ويوم السبت الماضي بدأ الجيش عملية عسكرية كبيرة ضد المنظمات التخريبية أطلق عليها عاصفة الصحراء. وأشارت إلى أن حركة حماس خسرت حماية الراعي الجديد لها في مصر بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين واضطرت الآن إلى العودة للمعسكر الإيراني، والآن تقف الحركة الفلسطينية محاصرة بين عنصرين يناصباها العداء ويريدان القضاء عليها، إسرائيل ومصر، بل إن الصراع الفلسطيني الداخلي يتعاظم ويتعمق. واختتمت تقريرها بالقول "ما من شك أن الأحداث في مصر شجعت أنظمة حكم عربية في منطقتنا على محاربة الإسلاميين، فخلع مرسي أدى إلى مظاهرات للإخوان المسلمين في الأردن، والمظاهرات أثارت خوفا من أن يكون ولاء رجال الجماعة بعمان لمرسي، أكثر من ولائهم للملك عبد الله الثاني، ومؤخرا انتشرت شائعات في الصحف الأردنية عن نية النظام اتخاذ إجراءات قاسية ضد الإخوان في المملكة الهاشمية.