بعنوان "مصر منقسمة"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها أمس إن الرئيس المصري محمد مرسي يقف أمام أحد أكبر الاختبارات الكبرى منذ توليه السلطة قبل عام. وذكرت الصحيفة أن مرسي تعهد بإجراء عمليات تجميل لمصر في غضون 100 يوم، إلا أن الوعود شىء والواقع شىء آخر؛ فالرئيس الإسلامي يواجه اليوم أحد أكبر الاختبارات في فترة ولايته، وذلك مع خروج المعارضة للشوارع بأعداد غفيرة، مطالبين بالإطاحة بنظام حكم الإخوان المسلمين، وفي الخلفية وضع اقتصادي صعب، وملايين الفقراء والجياع من المصريين، علاوة على الصراع المستمر بين السلطتين التنفيذية والقضائية. وبعنوان فرعي "ماذا تريد المعارضة؟"، قالت "يديعوت أحرونوت" إنَّ المعارضين لمرسي يتهمونه هو وجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة أسلمة الدولة واحتكار عدد من مؤسسات الدولة الهامة جدًا، مضيفة في تقريرها أنه في شهر إبريل الماضي أطلقت المنظمات المعارضة والليبرالية حملة تهدف إلى إحراج رئيس الجمهورية والدعوة لانتخابات مبكرة، مضيفة أن الرافضين لنظام الحكم جمعوا 22 مليون توقيع على عرائض تطالب مرسي بالرحيل. وذكرت أنه قبل عام بالضبط ورث محمد مرسي دولة مكونة من 80 مليون مواطن على حافة الإفلاس، وخطة ال 100 يوم الخاصة بالرئيس لم تحقق نتائج وبلاده بقيت غارقة بشكل عميق في مستنقع اقتصادي واجتماعي؛ حيث بقيت معدلات الفقر والبطالة مرتفعة، إضافة لحالة الاضطراب في الشوارع والتلوث والنقص في الوقود وارتفاع أسعار الغذاء وانعدام الأمن الشخصي وزيادة الجرائم، أي ما يمكن تلخيصه بكلمة واحدة.. "الفوضى". وقالت: "مرسي لم ينجح في عامه الرئاسي بإصلاح السياحة التي تعد أمرًا حيويًا لاقتصاد مصر، والتي أصيب إصابات شديدة بسبب الثورة التي أسقطت مبارك قبل أكثر من عامين ومازالت لم تتعاف بعد"، مضيفة في تقريرها أن المظاهرات ضد مرسي يشارك فيها مصريون أيدوا مرسي في الماضي وأصيبوا بالإحباط وخيبة الأمل من طريقة معالجته للوضع الاقتصادي، والقطاع الأكبر منهم بلا عمل". وبعنوان فرعي "ما هو موقف الجيش في الصراع؟"، قالت "يديعوت" إن الجيش المصري هو الكيان الأقوى في مصر، وهي الهيئة التي دعمت جميع الرؤساء السابقين بمن فيهم جمال عبد الناصر وحسني مبارك، ومنذ صعود مرسي للسلطة تم دفع المجلس العسكري جانبًا وبقي الجنرالات المصريون على مسافة من الأحداث، ولم يتدخلوا في الصراع بين رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين من جانب والمنظمات المعارضة من جانب آخر. وقالت الصحيفة العبرية إنه على مدار الأزمة دعا الجيش كلاً من الحكومة والمعارضة لحل الأزمة سلميًا من خلال الحوار بينهما، كما حذر من انجرار البلاد لحرب أهلية عنيفة، ومنذ أسبوع هدد بالتدخل في الصراع بين المعسكرين إذا اتخذ أحدهما طريق العنف.