قال الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة البرهامية الشرنوبية إن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أراد بقراره المثير للجدل وضع قيود على إقامة حلقات الذكر والحضرات بالمساجد أن "يذبح القطة" للشيخ عبد الهادي القصبي، وهو في شهر العسل، بينما لا يزال يحتفل بالقرار الجمهوري بتعيينه شيخا لمشايخ الطرق الصوفية، بعد عام ونصف من انتظاره للقرار. وأضاف، إن زقزوق بقراره إلغاء حلقات الذكر، قبل أن يتراجع عن قراره بعد وضع قيود مشددة أراد أن يقول للقصبي ولمشايخ الصوفية "أنكم جميعا تابعون لي، وأن مشيخة الطرق الصوفية هي مجرد تابع لوزير الأوقاف وأنكم كمشايخ للصوفية لا تستطيعون التصرف في شيء بدون إذني". ولم يخف الشرنوبي شماتته في القصبي بعد تعرضه لما قال إنها سلسلة من الهزائم منذ تعيينه في منصبه "رسميًا"، قائلاً إنه سقط سقوطا ذريعا ولحقت به هزيمة ساحقة في أول مواجهة له كشيخ للصوفية مع زقزوق، مشيرا إلى أنه توجه إلى مكتب الوزير وسعى إلى مقابلته ثلاث مرات لحل أزمة منع حلقات الذكر بالمساجد إلا أنه فشل. كانت وزارة الأوقاف قررت منع إقامة حلقات الذكر التي تقيمها الطرق الصوفية داخل المساجد، وهو ما تسبب في اندلاع اشتباكات بين أتباع الطرق الصوفية وأجهزة الأمن التي أشرفت على غلق المساجد عقب صلاة العشاء لمنع إقامة حلقات الذكر، قبل أن تتراجع عن حظرها التام وتسمح بإقامتها لمدة ساعة واحدة بعد صلاة العشاء على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع ب 136 مسجدًا على مستوى الجمهورية. وعزا الشرنوبي إلى أن من بين أسباب صدور القرار بمنع حلقات الذكر، هو الظهور المكثف للطريقة البرهانية "المحظورة" بحكم من محكمة القضاء الإداري في مسجد الإمام الحسين، ودأب أعضائها على إقامة حلقات الذكر والحضرات في الظلام وعلى ضوء الشموع الخافتة بعد صلاة العشاء، ولمدد تصل إلى 4 ساعات مستخدمين مكبرات الصوت المزعجة والإستريو، وكان النساء من أتباع الطريقة يرتدين ملابس غير لائقة عند دخولهن المسجد بأعداد كبيرة. وقال إن قرار الحظر جاء بعد حدوث اشتباكات بين أبناء عبده عثمان أتباع الطريقة البرهانية المحظورة من جانب، وأتباع جماعة الأشراف المهدية التي يرأسها الشيخ صلاح القوصي بعد أن تنازعا على الموعد الذي يحق لكل منهما إقامة الحضرة في مسجد الحسين، خاصة وأن أتباع الطريقة البرهانية المحظورة أعدادهم الكبيرة وكانوا يحتلون المسجد بمكبرات الصوت العالية مما كان يستحيل معه أن تتمكن طريقة صوفية أخرى أن تنظم حلقات الذكر الخاصة بها في نفس التوقيت الذي يقيمون فيه حلقاتهم للذكر. يشار إلى أن الطريقة البرهانية أسسها السوداني عبده عثمان ولها أتباع ومريدون بأعداد غفيرة في مصر والسودان، وقد تم حظر نشاطها الصوفي في مصر بحكم قضائي أصدرته محكمة القضاء الإداري، استنادا إلى أن الطريقة تمارس طقوسا غريبة وتقوم بأشياء تخالف الإسلام. ألا أن أتباعها تحدوا قرار الحظر ودأبوا على ممارسة أنشطتهم في مسجد الحسين، وكان أبرز ظهور علني لهم هو مشاركتهم في الاحتفالات الأخيرة بالمولد النبوي حيث شاركوا في الموكب الصوفي الذي سار في شارع الأزهر إلى مشهد الإمام الحسيني بالجمالية انطلاقا من أمام مسجد الشيخ صالح الجعفري.