قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس تأجيل نظر أولى جلسات إعادة محاكمة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق فى قضية اللوحات المعدنية للمركبات والسيارات لجلسة 21 سبتمبر المقبل وعلى النيابة العامة إحضار المتهم حبيب العادل من محبسه . عقدت الجلسة برئاسة المستشار بشير عبد العال وعضوية المستشارين سيد عبد العزيز التونى وعلاء البيلى وبسكرتارية ممدوح غريب وأحمد رجب . حضر فى الصباح الباكر الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق وهو بكامل شيكاته حيث ارتدى بدلة فاخرة وترك المصورين يلتقطون له الصور بترحاب واعتلت الابتسامات وجهه وكأنه متفائلاً بالمحاكمة وواثقا فى براءته. وصرح نظيف قبل بدء الجلسة بأنه واثق فى براءته وعدالة القضاء المصرى ونزاهة قضاته وأن المحكمة هى من سوف تظهر براءته فى تلك القضية وتبرأة ساحته أمام المصريين، ورفض التعليق على الأحداث الجارية وحكم الإخوان والتظاهرات فى البلاد قائلا: " لاتعليق"، وبسؤاله عن الاقتراض من صندوق النقد الدولى قال نظيف إنه خلال رئاسته لمجلس الوزراء كانت تتم الموافقة على القرض بشروط محددة جدا وفق الإرادة المصرية، وأنه لا يعلم إلى أى مدى وصل الاقتصاد المصرى لكى تتم عمليات الاقتراض من الصندوق الدولى، مؤكدًا أنه يتمنى النجاح لحكومة الدكتور الببلاوى. وبشأن قضية قطع الاتصالات المنظورة أمام المحكمة الإدارية العليا، أنه لم يكن طرفًا فى صدور قرار قطع الاتصالات وأن الجهات السيادية العليا هى من أصدرت ذلك القرار بعيدًا عنه. وتم إيداعه قفص الاتهام, بينما تغيب المتهم حبيب العادلى عن الحضور الجلسة حيث أرسلت إدارة الترحيلات اعتذارًا لرئيس المحكمة عن تعذر إحضاره من محبسه الى المحكمة بسبب الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد. بدأت وقائع الجلسة فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا, وأثبتت المحكمة حضوره وأجلت نظر القضية لحين حضور العادلى. كانت محكمة الجنايات قد عاقبت أحمد نظيف بالحبس لمدة عام واحد مع إيقاف التنفيذ والسجن لمدة 5 سنوات بحق وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى والسجن 10 سنوات "غيابيا" بحق وزير المالية الأسبق الدكتور يوسف بطرس غالى والمتهم الألمانى هيلمنت جنج بولس الممثل القانونى لشركة (أوتش) الألمانية بالحبس "غيابيا" لمدة عام مع وقف التنفيذ.. وذلك إثر إدانة المحكمة لهم بإهدار 92 مليون جنيه من أموال الدولة بإسناد إنتاج اللوحات المعدنية للسيارات للشركة الألمانية بالأمر المباشر وبأسعار تزيد على السعر السوقى وذلك بغرض تربيحها على نحو يمثل مخالفة للقانون وستكون إعادة المحاكمة قاصرة على أحمد نظيف وحبيب العادلى باعتبارهما أن الحكم صادر بحقهما حضوريا حيث لا يجيز القانون للمتهم الهارب الصادر بحقه حكم غيابى أن يتقدم بطعن أمام محكمة النقض على الحكم ومن ثم لم يشملهما حكم النقض بإعادة المحاكمة. وكانت نيابة الأموال العامة العليا قد نسبت إلى المتهمين عدة تهم تتعلق بالتربح للنفس والغير دون وجه حق وتربيح الغير وتسهيل الاستيلاء المتعمد على المال العام والإضرار بأموال المواطنين وجريمة تحصيل أموال دون وجه حق من المواطنين. وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمين نظيف وغالى والعادلى بتربيح المتهم الألمانى هيلمنت جنج بولس الممثل القانونى لشركة (أوتش) الألمانية.. بأن أعد الأخير للوزيرين غالى والعادلى مذكرة تقدم إلى نظيف بطلب إسناد توريد اللوحات المعدنية الخاصة بأرقام المركبات بالأمر المباشر للشركة الألمانية التى يمتلكها بولس بمبلغ 22 مليون يورو أى ما يوازى 176 مليون جنيه مصرى. وأظهرت التحقيقات أن رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وافق بالمخالفة للقانون ودون وجه حق على تلك الصفقة على الرغم من عدم توافر أية حالة من حالات الضرورة التى نص عليها القانون للتعاقد مع تلك الشركة بالأمر المباشر ودون الحصول على أفضل عروض الأسعار من شركات مختلفة وصولا إلى أفضل سعر بالمخالفة لقانون المناقصات والمزايدات. وأفادت التحقيقات بأن وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى قام منفردًا بإعطاء أعمال توريد أخرى لتلك الشركة بالأمر المباشر ودون إجراء مفاضلة بين شركات متعددة أو الحصول على موافقة رئيس الوزراء بما يشكل مخالفة لقانون المناقصات والمزايدات. كما تبين أن المتهمين الثلاثة نظيف والعادلى وغالى أضروا عمدًا بأموال المواطنين طالبى ترخيص السيارات بأن قاموا بتحميلهم ثمن اللوحات المعدنية المغالى فى أسعارها بالإضافة إلى مبلغ التأمين على الرغم من أن هذه اللوحات مملوكة للدولة وليست لأصحاب السيارات ورغم ذلك حملوا المواطنين ثمن هذه اللوحات.