لعل الأحداث التى تمر بها مصرفى الوقت الحالى تذكرنى بأن مصر تاريخ الحضارات دائمًا تتصدى للأنظمة الحاكمة حال ضعفها أو استبدادها بالشعب المصرى. فمنذ الفراعنة المصريون كانوا يثورون على الحكام الطغاة أو الواهنين كانت تتصدى للاحتلال هذا الشعب العظيم المناضل على مر العصور والتاريخ، فكانت مصر الفرعونية أكبر دليل على ذلك فكلما تولى حكم مصر أسرة من الأسر الفرعونية تكون قوية فى بدء ولايتها ثم تضعف فيقوم الشعب المصرى ويغير حكمها بأسرة جديدة تحكم لفترات أخرى حتى تضعف فيقوم الشعب، أو تطغى فيقوم الشعب المصري المناضل على ذلك الحكام ويتولى إدارة البلاد حكم جديد مرورًا بالعصور الإسلامية والأيوبية والمماليك. كل ذلك تاريخ يشهد على نضال الشعب المصري على مر العصور واختلاف الأنظمة والحكام حتى جاءت ثورة 23 يوليو وأعادت إلى الأذهان زمن الثورات والتى خلصت مصر من حكم الملوك وأتت بحكم الجمهورية الأولى وجعلت الشعب المصري يختار رؤساءه. ويحضرنى فى هذا الموقف العصيب الذى تمر به البلاد من تناحر بين أبناء الشعب الواحد أن تولى أمور الدولة لرئيس معين لمدة عام لم تكن أول مرة فى تاريخنا وإنما حدثت عقب ثورة 23 يوليو، حيث تولى رئاسة الدولة اللواء محمد نجيب وحالما اكتشف الجيش المصرى عدم قدرته على تولى شئون البلاد قام بعزله وتولى جمال عبد الناصر رئاسه حكم مصر ليكون أول رئيس شعبى بإرادة كاملة حكم مصر وحماها، ولم تتوقف الدولة عقب عزل محمد نجيب بل تطورت فأنشأنا السد العالى وأدخلنا الكهرباء للقرى ثم قمنا بإدخال صناعة التلفيزيون لمصر ثم أممنا قناة السويس، وهنا شهد التاريخ أن مصر قوية أبية لم ولن تنهزم وأن شعبها واعٍ ومناضل ولا يمكن أن ينقسم من أجل حاكم أيًا كان اللهم احم مصر وشعبها وجيشها ووفقنا لما تحبه وترضاه