سادت حالة من الهدوء الحذر في محيط ميدان التحرير والسفارة الأمريكية بعد الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي الرئيس المعزول ومتظاهري ميدان التحرير، والتي تحولت إلى حرب شوارع بين الطرفين، أدت إلى سقوط شهيد وعشرات المصابين. وتأتى تلك الاشتباكات بعد تحرك مسيرة تضم المئات من مؤيدي الرئيس من أمام دار القضاء العالي في طريقها للسفارة الأمريكية، وسيطرت حالة من الذعر على معتصمي التحرير لتزايد حدة الاشتباكات، في الوقت الذي طالبت فيه المنصة الرئيسية بالميدان سيارات الإسعاف، بالوجود بالقرب من الاشتباكات لنقل المصابين وإسعافهم. وقامت قوات الأمن بإطلاق الغازات المسيلة بكثافة للفصل بين الطرفين بعد تزايد حدة الاشتباكات ولمنع المسيرة من الوصول إلى مقر السفارة الأمريكية. ودفعت قوات الجيش بعدد من المدرعات والمصفحات إلى محيط جامعة الدول العربية عند مدخل ميدان التحرير، باتجاه كوبري قصر النيل الذي أصيب بشلل مروري تام وذلك لوقف الاشتباكات. وانتقلت الاشتباكات بالقرب من السفارة الأمريكية من ناحية كورنيش النيل بعد تبادل الطرفين التراشق بالحجارة، وأصيب العشرات بجروح قطعية نتيجة استخدام الأسلحة البيضاء، وإلقاء زجاجات المولوتوف وقنابل المسامير. وألقى متظاهرو الميدان القبض على 3 من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، أمام السفارة الأمريكية، وتم تسليمهم لقوات الجيش، فيما ألقت الشرطة القبض على 7 أشخاص بينهم اثنان بحوزتهما أسلحة. كما ألقى المتظاهرون القبض على أحد قادة المسيرة، وحاول أحد المعتصمين قتله، ولكن البعض تدخل وأقنعهم بضرورة تسليمه لقوات الجيش بمحيط جامعة الدول العربية حتى يتمكنوا من معرفة المهاجمين ومطلقي الرصاص. ووقعت اشتباكات بين عدد من المعتصمين وقوات الجيش الموجودة حول المتحف المصري، بسبب ما وصفوه بتخاذل الجيش في الدفاع عنهم، وصد اعتداء أنصار الرئيس المعزول "مرسي"، وأعلنت المنصة أنه في حالة عدم تدخل الجيش لحماية المعتصمين سيحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم، وناشدت المنصة الثوار للتجمع بميدان التحرير. وبعد تصدي معتصمي التحرير لمؤيدي الرئيس، انسحب المشاركون في المسيرة إلى ميدان النهضة، وتوقفت الاشتباكات بين الطرفين، في ظل انتشار قوات الأمن الخاصة في محيط السفارة الأمريكية لتأمينها وكذلك بمحيط سيمون بوليفار لتأمين المعتصمين. وطالب مصطفى الجندي، عضو جبهة الإنقاذ، جميع المصريين بالنزول إلى الميادين والطرقات لحمايتها من "مسيرات الإخوان" ومن أعمال البلطجة والفوضى التي يقومون بها، مطالبًا بتطبيق "حد الحرابة"على قيادات الجماعة لتورطهم في أعمال القتل، على حد قوله. وانقسم متظاهرو التحرير بين مؤيد ومعارض لتدخل الجيش في فض الاشتباكات، حيث اتفق البعض مع الجندي، ورأى أن حروب الشوارع تضر بالجيوش النظامية وهذا ما يريده الإخوان على حد قولهم، كما أن تدخل قوات الجيش الموجودة في محيط المتحف المصري قد يجعل المتحف مستهدفًا وغير مؤمن، بينما يرى البعض الآخر أن الجيش واجب عليه حماية المتظاهرين السلميين وصد من يعتدي عليهم.