ملاسنات حادة واتهامات متبادلة شهدها اجتماع لجنة الصحة الأخير بمجلس الشعب برئاسة د. حمدي السيد. الاشتباكات بدأت بعد إعلان نائب الوطني حيدر بغدادي عن كشفه وقائع فساد داخل هيئة المصل واللقاح، التي اتهمها باستيراد أمصال شلل أطفال فاسدة من شركة إندونيسية غير مسجلة بوزارة الصحة تدعى "بيوفارما"، مما سيؤدي إلى نتائج كارثية على صحة أطفالنا، إضافة إلى إهدار 48 مليون جنيه على الدولة. بغدادي أيضًا اتهم الهيئة بالتلاعب في ثلاجات حفظ الأمصال لأغراض مشبوهة، مستشهدًا بتقريراللجنة الفنية التي كلفت بفحص المولدات الطوارئ والخاصة بثلاجات حفظ الأمصال واللقاحات الذي أكد على وجود أثار وأعمال تخريبية متعددة وراء قطع الكهرباء لمدة 45 دقيقة ووجود بقايا أسلاك متهتكة ومعدات ولآت يدوية وآثار تحطيم غير عادية، وذلك في غياب كامل لأمن الهيئة الذي اختفى بشكل غامض وقت حدوث تلك التخريبات. وأكد بغدادي أن التقرير الفني أكد على وجود شبهة تعمد وتخريب داخلي بقصد إهدار ثروة استراتيجية واحتياطي هام وضروري لا غنى عنه من الأمصال لحماية الأطفال من خطر هذا المرض. وحذر من استمرار صرف جرعات المصل للأطفال رغم عدم صلاحيته وطالب بغدادي بضرورة إحالة هذا الملف إلى النيابة العامة. وقال بغدادي إن هناك تقريرًا أصدره المستشار متولي محمد، نائب رئيس مجلس الدولة، طالب فيه بضرورة إبلاغ السلطات المعنية للتحقيق في تلك الوقائع تطبيقا لمبدأ الشفافية وعدم التستر على المتسبب في تكبيد الشركة خسائر مالية جسيمة وإهدار المال العام، مع تحديد المسئولين القانونين في استيراد أمصال ولقاحات من شركة غير معتمدة وغير مسجلة بوزارة الصحة. من جهته، أكد د. محمد ربيع، رئيس الشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات، أن كل التقارير التي استشهد بها بغدادي في اتهاماته مزيفة، بما فيها التقرير الممهور باسم مستشار مجلس الدولة الذي تم تزييف توقيعه عليه!! وأشار إلى أنه تم استيراد مواد خام لمصل شلل الأطفال عام 2001 من الشركة الإندونيسية المذكورة، ولم يستخدم منه إلا 10% فقط والباقي تم تصديره إلى الهند، بسبب قرار وزارة الصحة المصرية باستيراد مصل شلل الأطفال بالكامل من شركتين بفرنسا وانجلترا، ونفى أن تكون الشركة الإندونيسية غير مسجلة بالوزارة، فهي شركة من أكبر شركات اللقاح على مستوى العالم. وعندما قال حيدر بغدادي أنه يشتم رائحة فساد مؤسسي قد يطول الوزارة في هذا الأمر، تدخل د. عمر قنديل، وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية، قائلا: بل هو ضياع وقت مؤسسي واتهامات لا أساس لها، ورد عليه بغدادي: "حوارك معي غير محترم.. روح شوف الحرامية اللي عندك". وعند هذه النقطة، تدخل رئيس اللجنة د. حمدي السيد مطالبًا قنديل بالرد بموضوعية على اتهامات بغدادي، خصوصًا أنها مشفوعة بأدلة وتقارير.