السيسي مطالب باستهداف الإخوان للحفاظ على الشرعية والعمل في شبه الجزيرة رغم شكوك البدو وعلى تل أبيب تلقي الشظايا في كلا الجبهتين يعمل الجيش ويداه مكبلتان.. في القاهرة هناك مقاومة الإخوان الشرسة وفي سيناء توجد قيود كامب دافيد رغم تصريحات البدو الداعمة للجيش لا مفر من عمل عسكري عميق قد تنطلق شظاياه الثقيلة تجاه إسرائيل ويختبر صبرها
بعنوان "الجيش المصري بين مؤيدي مرسي وإرهابيي سيناء"، قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية في تقرير لها أمس، إن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مطالب الآن باستهداف الإخوان المسلمين للحفاظ على الشرعية، والعمل أيضًا في سيناء رغم شكوك البدو، وعلى تل أبيب في الوقت نفسه تلقي الشظايا. ولفتت الصحيفة العبرية إلى وجود جبهتين أمام الجيش المصري يمكنهما أن يشكلا تهديدًا، الأولى في ميدان رابعة العدوية، والمسمى على اسم منشدة صوفية من القرن الثامن، كانت رمزًا للفقر والمعاناة، والآن يتجمع به الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين الذين يرغبون في إعادة محمد مرسي للحكم، أما الجبهة الثانية فتوجد بعيدًا عن النيل في المناطق البرية بشمال ووسط سيناء، حول العريش وجبل حلال، والتي تشهد حرب عصابات متصاعدة بين منظمات إرهابية إسلامية وبين الجيش. وأضافت أنه في كلا الجبهتين يعمل الجيش ويداه مكبلتان؛ ففي القاهرة على الأخير أن يحافظ على شرعيته الجماهيرية، والمدعومة في الأساس من حركات المعارضة العلمانية، وسط مقاومة شرسة من الإخوان المسلمين، وفي سيناء الجيش مقيد باتفاقيات كامب دافيد من ناحية وبشكوك القبائل البدوية العميقة، والتي تعتبر الحليف الضروري للحرب ضد منظمات الإرهاب. وذكرت الصحيفة أن العمل على جبهتين داخليتين هي تجربة جديدة وخطيرة للجيش المصري، مضيفة أن الوزير عبد الفتاح السيسي هو مسلم متدين، وعندما تم تعيينه على يد مرسي للمنصب تم اتهامه بأنه ينوي قلب الجيش إلى جيش الإخوان المسلمين، لكن عندما وقف بجانب المعارضة أزاح من على نفسه تلك الاتهامات، لكنه لا يستطيع الآن التفاخر بعدم التحيز، والأخطر من ذلك عندما يتحول الإخوان إلى عدو، سيصعب على السيسي قبولهم كشريك في الحلبة السياسية، في الوقت الذي يعتبر فيه المخرج الضروري هو المصالحة السياسية. وقالت: "في الوقت نفسه يعلم السيسي أن أي عمل عسكري في شوارع القاهرة سيسقط شرعية الجيش، تقريبًا كما حدث بعد الاشتباكات العنيفة مع الإخوان المسلمين الأيام الماضية، ومن شأنه أن يُحدث تغييرًا جماهيريًا ضد المعارضة وتأسيس نظام حكم عسكري كامل بكل أثاره"، مضيفة في تقريرها أن الجيش حذر مؤخرًا الإخوان ألا ينقلوا مظاهراتهم لمنطقة القصر الرئاسي ومبنى وزارة الدفاع، لكن من الممكن أن يسعى الإخوان للدخول في مواجهة مع الجيش؛ لتحقيق السيناريو الذي يخشى منه الأخير. ولفتت إلى تقديرات الإخوان إنه إذا قام حكم عسكري يعمل تحت نظام الطوارئ، ستضطر المعارضة إلى رفضه وبهذا يتم فقدان الدعم الأساسي، موضحة أن تطور مثل هذا من شأنه عرقلة الحكومة المصرية المؤقتة عن بدء عملها، برئاسة حازم الببلاوي والتي من المتوقع أن ينتهي تشكيل أعضائها الأيام المقبلة وبعد ذلك تبدأ عملية تعديلات بالدستور وإجراء انتخابات. وأضافت أن تلك الجبهة الداخلية لا تنفصل عن تلك التي في سيناء، فبعد إعلان القيادي الإخواني محمد البلتاجي أنه يمكن لجماعته وقف ما يحدث في سيناء خلال لحظة، بعد هذا الإعلان لا يوجد شك لدى الجيش في العلاقة بين الإرهاب بسيناء وبين الأزمة السياسية. واختتمت تقريرها بالقول إنه على الرغم من تصريحات البدو مؤخرًا الداعمة للجيش ومعارضتهم للإرهابيين لن يكون هناك مفر من عمل عسكري عميق من شأنه أن تنطلق شظاياه الثقيلة تجاه إسرائيل واختبار صبرها.