شن الكاتب البريطانى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك هجوما عنيفا على أوضاع السجون فى الدول العربية والإسلامية، قائلا: إن تلك السجون لا تقل بشاعة عن معتقل جوانتانامو الأمريكى سيئ السمعة فى كوبا. تحت عنوان «للعرب أيضا معسكرات اعتقال»، قال فيسك، فى مقال بصحيفة إندبندنت البريطانية: إن كلاما كثيرا يدور حول معتقل جوانتانامو وسجون ومعتقلات المخابرات والجيش الأمريكى، ولكن «حان الوقت لرفع الستار عن الجهة المقابلة، إذ إن فى العالم الإسلامى مجموعة من السجون المشابهة لجوانتانامو لا نكترث بها». من قرأ إندبندنت يستطيع تسمية سجين واحد فى العالم الإسلامى؟ وكم من السياح الذين يقصدون مصر يعرفون حجم الانتهاكات بحق السجناء فى سجن طرة، التى تصل حد الانتهاكات الجنسية؟ وكم من الرجال تم نقلهم إلى مصر وسوريا والمغرب بواسطة الأمريكيين أو بواسطة حلفائهم المسلمين لاستجوابهم فى سجون تلك الدول؟ هذه التساؤلات طرحها الكاتب البريطانى دون الحاجة للإجابة عنها. ومن مصر، ينتقل فيسك إلى سوريا فيتحدث عن المعتقلين بهاء مصطفى جغل ومحمد أيمن أبوالتوت، معطيا رقمى هويتهما للمزيد من المصداقية، ومضيفا أنه لا أحد يعرف مكانهما، غير أن سجناء سابقين يقولون إنهما مازالا على قيد الحياة. وتحدث عن جغل قائلا إنه مواطن سورى من مواليد 1976، وكان يعيش ويعمل فى باكستان مع أسرته، وفى الثلاثين من يناير 2002 داهمت الشرطة الباكستانية منزله فى العاصمة إسلام آباد بأمر من الجيش الأمريكى واعتقلته ونقلته إلى سوريا حيث اعتقل هناك. وروى فيسك عدة قصص مماثلة عن سجون سرية وغير سرية قال إنه يجرى فيها الاعتقال والتعذيب فى سوريا ودول عربية أخرى. وقال إن «لدى أسر هؤلاء المعذبين ثقة بالأمم المتحدة والمؤسسات الكبيرة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان». وختم مقاله بالقول: «ولكن هل نأبه نحن فعلا لوجود أو عدم وجود سجون من هذا النوع فى العالم الإسلامى؟».