إذن ما العمل عندما سالت الدماء الحمراء على التربة المصرية و بأيادي مصرية؟؟ الدماء سالت لكن متى؟ و لمن هي تلك الدماء؟ بلا أدنى شك هي للمصريين الذين شربوا من ماء نيلها و أكلوا من بقلها و قثائها و فولها و بصلها.متى سالت تلك الدماء؟ الوقت هو زمن فتنة لعن الله من زرع بذورها و أيقضها ونفخ فيها .. الاختلاف السياسي أصبح شبهة تستدعي العداوة و تتطور هذه الأخيرة إلى مأثم و نواح ..قال الجيش بأن هناك من هدد الأمن القومي فكان بالمرصاد، الإخوان شيعوا قتلاهم و بدأوا باستقطاب المدافعين عن المظلومية بدل الشرعية و الدماء سالت فوق سجاد السلطة و الآن بدا واضحا أن الهدف هو الاستماتة عليها و بأي ثمن.. حتى و لو كانت الأعلام مخضبة بدمائها ،الضحايا لهم أهل و أحلام، أبناء و زوجات و آباء كانوا ينتظرون عودتهم فعادوا فوق الأكتاف و على النعوش فهل تحققت أحلامهم، ممكن .لكن مذبح السلطة متعطش أكثر للدماء و طبيعة الأمور في هذا الصراع تتخذ أبعادا مخططا لها قبلا و في أكثر الحالات تخرج عن المعتاد، لقد تم تزوج الاخوان بالسلطة في فترة ما بعد رجة 25 يناير بالرغم من إصابتها بالوباء، وباء الاستئثار بها بعد الحصول عليها و من ثم الاقتتال من أجل الحفاظ عليها. ما يقع الآن هو خدمة أهداف غير معلنة تتطلب مقاييس من الممكن ان تكون أكثر راديكالية، الاستقرار الداخلي في مصر هو الهدف الأسمى الذي يتطلب القيام به من طرف مؤسسة الجيش كقوة منظمة و الرهان الحقيقي هو الصدق والمصداقية في التعامل مع مصطلح الوطنية و الولاء للوطن و خدمة الشعب حتى لا تتكرر المأساة، فالدماء المصرية لا تحتاج إلى ورقة تعريفية حتى نصنفها.إسقاط مصر دولة و شعبا يحتاج إلى خيانة حتى تتم الخطة،فمن يخون؟؟ الإخوان يؤكدون و الآخرون ينفون.. و نحن نتساءل عن دماء البسطاء لماذا تم سكبها في الميادين؟ البسطاء يحتاجون إلى اللقمة و حبة أسبرين و مكان ينامون فيه و آخر يقفون فيه إنتظاراً لدورهم في فرصة عمل تحقق لهم ما سبق و تؤكد على آدميتهم وانتمائهم إلى وطنهم.. عندما يخرجون فكلهم أمل في العودة و أكياسهم مملوءة و جيوبهم منتفخة بجنيهات تقيهم قر البرد و حر الصيف،هذا الصيف نتمناه بردا و سلاما على من هم في القاع و الجيش مؤسسة لها تاريخها من أيام عرابي إلى اليوم و لا نشك في وطنيته و من الطبيعي أن يخطئ و عصاه تضرب في اتجاه ما و نحن هنا لا نشرعن البطش و التنكيل بالسلميين المطالبين بالحق المشروع و المطلوب دائما هو أن يعود الجيش إلى حاضنته الشعبية و الدفاع الدائم عنها. الإخوان لازالت أخطاؤهم تتناسل و نتمنى عليهم أن يؤمنوا بالعمل على الاصطفاف مع الشعب ضد من يريد سرقة امن هذا البلد نرى أن يتم البحث في صفوفهم على المهندس الحقيقي لإصلاح أعطاب التنظيم التي أدخلت الجماعة نفقا مظلما و العمل الجاد في البحث عن هوية جديدة حقيقية للجماعة تؤمن بان العمل السياسي لابد أن يكون في مصر و من اجل كل المصريين أما الباقي فتتكفل به مؤسسات الدولة . لا محالة أن كل الضحايا ستفتقدهم مصر و تبكي على غيابهم و أمرهم عند ربهم. إن النقص الخطير في توازن المزاج السياسي داخل الجماعة أرسل إشارات سلبية إلى الخصوم السياسيين مما ساهم في انسداد آفاق الحوار و التعاطي السلمي مع قضية الاختلاف ، و قتل عملية التنسيق من اجل العمل على تنمية البلد هناك بالطبع عقبات مؤسساتية أمام التنمية و إكراهات اقتصادية و سياسية و اجتماعية موروثة عن عقود من هيمنة سياسات لا تخدم المواطن في أساسيات معيشته. و عوض أن يتم الاحتكام إلى هدف الرخاء ومكافحة الفساد والفقر كان القفز إلى ما يمكن اعتباره ردود فعل عشوائية على صراعات ومكائد السلطة و محاولات التحكم في مفاصل الدولة خدمة للمنطق الضيق في العمل السياسي. السياسة فن حل ما هو مستعصي عن الحل و هذا هو المطلوب حاليا و ذلك بتغليب إرادة التوافق و الحوار بدل التمترس وراء مفاهيم سياسية و قانونية تضرب مصداقية العمل السياسي الجاد،الدستور و القانون و ديمقراطية الصندوق إذا افتقدت عامل أساسي و هو الوطنية ذهبت تلك الآليات أدراج الرياح و أصبح الاستقطاب الحاد و السلبي سيد الموقف و العنف يد ضاربة و معول يهدم كل انسجام و كل تراضي و ماكينة التخوين و التخوين المضاد هي الفاعلة. "ما حك لك مثل ظفرك"، يجب الوعي بعمق هذا المثل و العمل على تفعيل حكمته و البحث عن أدوات تطبيقه،فالرجوع إلى الصواب السياسي أصبح ضرورة من الجميع بلا مركبات نقص أو تهويل الجلوس إلى الطاولة المستديرة من اجل أن يرى الكل وجه الكل و بلا تخوين أو ضرب تحت الحزام،فإرادة الشعب هي الغالبة و الدماء لم و لن تكون حلا سحريا لمشكلة كانت عدم الثقة تغذيها. الدعاء، الدعاء، دعوة من رب العباد إلى الأخذ بالأسباب ثم الذهاب إلى الأمام حتى يخرج الإمام من اعتكافه و يقف مصطفا مع الشعب و الدولة،الدم هو الدم لقد سال و أملنا أن يكون بداية النهاية و إغراءً يسيل معه غِرَاءً لاصقا لِمَا تشتت و تكسر و الأمور بخواتمها، متمنياتها أن يكون الختام مسكا.. بالعودة إلى السياسة بدل التمترس وراء عنتريات لا تجدي، الكل مطالب بحماية الدم حتى لا يكون حماما ساخنا.. يا لطيف ألطف بكل المصريين و شعوبنا من عواصف الشتات و التشتيت.