فرضت قوات الأمن في مديرية أمن سوهاج، حظر التجول في مدينة أخميم، مساء أمس الثلاثاء، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، بعد الاحتجاجات التي شهدتها المدينة بسبب قرار المحافظ وقف دفن الموتى في مدافن أخميم القديمة. وبحسب الشروق فقد تظاهر الآلاف من أهالي أخميم احتجاجا على قرار اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج، الذي تضمن أيضاً نقل الجبانات إلى حي الكوثر بدءا من أول مايو المقبل، وطافوا شوارع المدينة حاملين نعشا رمزيا، ومزقوا اللافتات التي وضعتها المحافظة في الشوارع لإخطارهم بنقل المدافن. وردد المتظاهرون هتافات معادية للمحافظ وأعضاء مجلس الشعب، وحطموا سيارة أمام مطرانية الأقباط، مما اضطر الشرطة لإلقاء القنابل المسيلة للدموع، لبسط سيطرتها على المدينة بعد ثلاث ساعات من المظاهرة. واستعانت الشرطة بقوات تعزيز من الأمن المركزي، وهو ما مكنها من إلقاء القبض على 250 متظاهرا، احتجزت منهم 100 مواطن بمركز شرطة أخميم و150 بقسم شرطة قسم ثان سوهاج. وحالت الشرطة دون اعتداء الأهالي على أعضاء برلمانيين، حاولوا تهدئة المتظاهرين الغاضبين، وتمكن النائب مازن أبو النور عضو مجلس الشعب، من إقناع المتظاهرين بعدم الاعتداء على باقي النواب، وهو ما استجاب له الأهالي، خاصة وأن أبو النور كان من أول المحتجين علي قرار النقل. وطلب المحافظ من وكيل وزارة الأوقاف إسماعيل محمد الصغير، أن يكلف أئمة المساجد بمركز أخميم، بأن تكون خطبة الجمعة عن "أزمة المقابر"، وأن يسعوا لإقناع المواطنين بأهمية تسليم مقابرهم القديمة. وخرجت المظاهرات الغاضبة بعد فشل اللقاء الذي عقده المحافظ مع المواطنين، والذي سعى خلاله لإقناعهم بأهمية نقل المقابر "للنهوض بالمحافظة سياحيا، بعد التأكد من أن منطقة الجبانات القديمة، منطقة أثرية". وقال صبري أبو حسين، وكيل المجلس المحلى للمحافظة، ل"الشروق"، بأن الجبانة الجديدة "حسب كلام المسئولين تمتاز بتوافر جميع الإمكانيات والخدمات من مياه وإنارة وسيارات للمشيعين، ولكن المشكلة تكمن في عادات وتقاليد يتبعها الأهالي منذ القدم".