توعد اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج بمعاقبة المتسببين في الأحداث الأخيرة التي شهدها مركز أخميم، مساء أمس الأول، والتي أسفرت عن إتلاف وإحراق منشات وممتلكات حكومية، وقال النعماني خلال اجتماعه باللجنة العليا لتنفيذ قرار نقل الجبانات القديمة: إن ما شهده المركز من تجمهر وتظاهر "محض تخاريف، وسيُعاقب مرتكبوها عقابا عسيرا". وكانت مدينة أخميم قد شهدت مظاهرات شارك فيها الآلاف احتجاجا علي قرار النعماني بمنع عمليات دفن الموتى في المقابر القديمة، ونقل المقابر إلي حي الكوثر، والذي يبعد نحو 15 كيلومترا، ورشق المتظاهرون مبني مجلس المدينة، وحطموا سيارات حكومية وأشعلوا النار في إطارات السيارات لتعطيل حركة المرور، مما أجبر قوات الأمن المركزي على تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، وألقت الشرطة القبض على 250 مواطنا. وفي اجتماعه الذي ضم اللواء محمد المعز رئيس المجلس المحلى بالمحافظة، والدكتور نشأت العريس أمين الحزب الوطني، واللواء أحمد خميس مدير أمن سوهاج، واللواء خالد خلف الله رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، استدعي النعماني السيد الشريف، نقيب الأشراف، من القاهرة للتأثير على أهالي أخميم -مسقط رأسه- ليتسلموا الجبانات الجديدة. وقال النعماني: "الآثار التي يتم التنقيب عنها في منطقة المقابر الجديدة ستنقل المحافظة سياحيا، وقرار نقل المقابر نهائي ولا رجعة فيه"، وأضاف أن "عملية نقل رفات الموتى سابقة لأوانها، ولن نغلق المنطقة في وجه الزائرين لموتاهم، وإنما سنمنع أي عمليات دفن جديدة، وقرارنا ليس عشوائيا ويشرف عليه رئيس الجمهورية شخصيا، والذي أرسل وزيري التنمية المحلية والإسكان لزيارة المحافظة في أسبوع واحد". ولم يحضر اللقاء الذي عقده النعماني سوى عدد قليل من الجماهير، رغم دعوته المواطنين للحضور ومناقشة الأزمة. على جانب آخر، أجرت نيابة أخميم تحقيقات مع 250 مواطنا ألقي القبض عليهم خلال المظاهرة، والتي يشرف عليها القاضي رأفت القاضي المحامى العام لنيابات جنوبسوهاج، ووجهت إليهم النيابة اتهامات بإثارة الشغب والتحريض وإتلاف منشآت حكومية، حيث أمرت النيابة بحبس 30 متهما في الأحداث 15 يوما على ذمة التحقيق.