بعد البيان التاريخى للقوات المسلحة المصرية، والذى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، عمت الفرحة ميادين مصر، ورفرفت أعلام مصر فى جميع المحافظات، تأييدًا لموقف القوات المسلحة الداعم للإرادة الشعبية، خاصة أن البيان أكد وبصراحة ووضوح، على أن القوات المسلحة الأول تمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن. وأوضح البيان أن المظاهرات التى خرجت فى ميادين مصر خرجت من شعب مصر العظيم، ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق، حيث رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام، ومن المحتمل أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسئولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن. وأكدت القوات المسلحة أنها لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم، ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب، كما أوضحت القوات المسلحة أن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد، وهو يلقى عليها بمسئوليات، كل حسب موقعه، للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر. وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة استشعرت مبكراً خطورة الظرف الراهن، وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولي. كما أضاف البيان أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذى حذرنا وما زلنا نحذر منه. وقال: لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة، التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل، إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله. وقال البيان إن القوات المسلحة سوف تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها، وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بما فيها الشباب الذى كان، ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ودون إقصاء أو استبعاد لأحد فى حال عدم الاتفاق على مطالب الشعب فى خلال المهلة المحددة. وعقب هذا البيان، أعلنت عناصر إسلامية موالية لنظام الرئيس محمد مرسى، أن بيان السيسى ينم عن انقلاب عسكرى ضد الرئيس المنتخب، مشددة على استعدادها لبذل الغالى والنفيس، من أجل المحافظة على شرعية الرئيس. فى هذا العدد نجرى هذه المواجهة بين كل من اللواء محمد على بلال مساعد وزير الدفاع الأسبق، وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج، واللواء عادل عفيفى مساعد وزير الداخلية الأسبق ورئيس حزب الأصالة السلفى السابق وعضو مجلس الشورى، لإلقاء الضوء على الأحداث الجارية. * اللواء محمد على بلال مساعد وزير الدفاع الأسبق ل"المصريون": بيان السيسى" انحياز لإرادة الشعب وليس انقلابًا عسكريًا الجيش منح الرئيس فرصة تاريخية لتصحيح أخطاء الإخوان.. والقوات المسلحة لن تعود للحياة السياسية مرسى يواجه خيارين فقط إما التنحى وإما العزل والمحاكمة.. والقوات المسلحة ستشرف على خارطة طريق جديدة للبلاد فى البداية، نلتقى باللواء محمد على بلال، مساعد وزير الدفاع الأسبق وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج، والذى أكد أن "بيان السيسي" انحياز تام لإرادة الشعب وليس انقلابًا عسكريًا، كما يروج قادة جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف بلال أن الجيش منح الرئيس فرصة تاريخية لتصحيح أخطاء جماعة الإخوان المسلمين، ولكن الرئيس فشل فى علاجها وتصويبها، مضيفًا أن الرئيس مرسى يواجه خيارين فقط، إما التنحى عن الحكم طواعية واستجابة لنداءات الجموع الخفيرة من الشعب وإما العزل والمحاكمة، مشددًا على أن القوات المسلحة فى مصر ستشرف على خارطة طريق جديدة للبلاد. · كيف ترى القوات المسلحة للشعب المصرى؟ ** البيان هو عبارة عن تنفيذ لما وعدت به القوات المسلحة، عندما ألقى الفريق أول عبد الفتاح السيسى بيانه الأخير، والذى قال فيها إن القوات المسلحة ستقف موقفًا رادعًا من أى مواقف قد تؤثر على الشعب المصرى من ترويع للمواطنين والحرب الأهلية التى من الممكن أن تحدث فى مصر، وتكون بداية لنفق مظلم، فمن الممكن أن تتوقف الحياة فى مصر فى معظم المحافظات، من حيث إغلاق مبانى المحافظات وإغلاق الطرق، مما يودى إلى انهيار الدولة كاملة، فالفريق السيسى أعطى مهلة 7 أيام من أجل التوافق وانتهوا ولم يحدث أى حوار، لأن الحوار يكون بيد من له السلطة، والسلطة المسئولة عن عمل الحوار لم تدع إلى عمل حوار توافقى صحيح. · هل الجيش بهذا البيان سيعود مرة أخرى إلى الحياة السياسية بعد المطالبات العديدة بعدم عمل المؤسسة العسكرية بالسياسة؟ الجيش لن يعود إلى الحياة السياسية مرة أخرى، ولكن كل ما سيقوم بعمله هو وضع خارطة طريق للفترة التى تعقب الرئيس محمد مرسى، فدور الجيش سيقتصر على إدارة المناقشات وترتيبها والإشراف على المرحلة الانتقالية. · ماذا تتوقع أن يحدث خلال مرحلة ما بعد الرئيس محمد مرسى؟ ** سيقوم الجيش بعمل خارطة طريق بمشاركة جميع الأطياف السياسية بالكامل دون إقصاء أى تيار سياسى، بمن فيهم الإخوان المسلمون وشباب الثورة الحقيقيون، وسيتولى الجيش الإشراف على تنفيذ خارطة الطريق لحين تحقيقها بموافقة شعبية، والذى سيتضمن الاستفتاء على الدستور الحالى بالموافقة عليه من عدمه إضافة إلى إشرافه على الانتخابات كاملة وبنزاهة وشفافية. · بما أن الرئيس محمد مرسى هو القائد العام للقوات المسلحة، هل يكون بيان الجيش قد صدر بعد موافقة الرئيس مرسى؟ ** بالطبع لا، ومن المستحيل أن يحدث ذلك، فالسيسى بصفته القائد العام للقوات المسلحة أدرك المسئولية، وأصدر البيان وليس لزامًا عليه أن يستشير الرئيس فى ذلك، حتى لو كان مرسى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهذا منصب رمزى وليست وظيفة وليست رتبة، فهى منصب شرفى، وذلك متبع فى كل دول العالم. · ما الذى دعا القوات المسلحة لإلقاء هذا البيان فى هذا التوقيت؟ ** القوات المسلحة نظرت إلى الحشود الضخمة التى تواجدت فى كل ميادين مصر، والتى طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة، فأرادت أن تستجيب إلى هذه الحشود. · لكن الرئيس محمد مرسى يمتلك الشرعية الدستورية وهى شرعية الصندوق.. ** لا يوجد شرعية اسمها شرعية الصندوق عندما يخل طرف من العقد لا توجد شرعية هنا للصندوق. · هل بيان الجيش هو انقلاب على الرئيس محمد مرسى؟ ** ليس انقلابًا عسكريًا، ولكن انحياز للشارع الذى خرج عن بكرة أبيه بمطالبات من رئاسة الجمهورية. · ماذا لو لم يتم عمل حوار توافق وطنى خلال ال48 ساعة القادمة، ماذا سيكون رد فعل الجيش؟ خلال ال48 إن لم يستجب مرسى سيسحب القوات المسلحة الشرعية منه وتعزله، نزولاً على رغبة الشعب واستجابة، لأكثر من 20 مليون مواطن نزلوا شوارع مصر احتجاجًا على النظام الحاكم، يطالبون فيها بعزل الرئيس محمد مرسي. * اللواء عادل عفيفى مساعد وزير الداخلية ورئيس حزب الأصالة السلفى السابق: خطاب الجيش صادم ولم ينحز للشرعية.. ومرسى يواجه مؤامرة كبرى على القوات المسلحة الالتزام بالحياد والمواءمة بين ميدان التحرير ورابعة العدوية الغضب يجتاح أعضاء القوى الإسلامية.. وهناك تحرش واضح بشرعية الرئيس "البيان الصادم ولم ينحز إلى الشرعية الدستورية والتى أتت برئيس شرعى منتخب بإرادة شرعية".. بهذه الكلمات بدأ اللواء عادل عفيفى مساعد وزير الداخلية الأسبق، ورئيس حزب الأصالة السلفى السابق، وعضو مجلس الشورى حديثه ل"المصريون"، والذى أكد أن المعارضة لن تقبل الحوار مع الرئيس محمد مرسى بعد بيان القوات المسلحة، وأن مطلبها الوحيد سيكون هو رحيل الرئيس نفسه، ولن يرضوا بغير ذلك، مضيفًا أن بيان الجيش لم يعرض على الرئيس محمد مرسى الذى يتعرض لمؤامرة كبرى، متسائلاً: لماذا استجابت القوات المسلحة لملايين التحرير، ولم تستجب لملايين رابعة العدوية؟! · كيف ترى بيان القوات المسلحة للشعب المصرى؟ البيان صادم، ولم ينحز إلى الشرعية الدستورية، والتى أتت برئيس شرعى منتخب بإرادة شرعية، وأول رئيس مدنى يحكم الشعب المصرى، فهو بيان خروج عن الإرادة الشعبية، وهو عبارة عن مجموعة من التصريحات النارية ضد أول رئيس مصرى منتخب. · هل عرض بيان الجيش على الرئيس محمد مرسى؟ ** هذا الكلام بعيد عن الواقعية، فبيان الجيش لم يعرض على الرئيس محمد مرسى بالتأكيد، وتمت صياغة وإعداده وإلقائه بدون علم أو إذن الرئيس محمد مرسي. · هل سيكون حل الأزمة عمل استفتاء شعبى أو انتخابات مبكرة؟ ** هذا الكلام سابق لأوانه، وسننتظر ما قد يحدث خلال الفترات القادمة، ولكن المؤشرات لا تبشر بخير. · ما المطالب التى من الممكن أن تطالب بها المعارضة خلال الفترة القادمة حتى تحل هذه الأزمة؟ ** أهم مطلب سيطالبون به، هو المطالبة برحيل الرئيس نفسه، ولن يرضوا بغير ذلك، وأنا أرى أنه منذ إعلان البيان وهناك فرحة عارمة واحتفالات شديدة فى الشوارع، وكأنه انتصار قوى، بالرغم من أن هذا البيان هو انقضاض على الشرعية، وهذا يظهر فى زيادة المطالب التى يحاولون أن يطلبوها حاليًا، فبعد أن كانت المطالب عبارة عن انتخابات بعد سنة من الآن، أصبحت المطالب الحالية هى عزل الرئيس فورًا. · كيف ستتصرف التيارات الإسلامية خلال الأيام القادمة خصوصًا أنها بإمكانها حشد الميادين، وهى قادرة على ذلك؟ ** دائمًا الإسلاميون يقفون مع شرعية الصندوق الانتخابى ومع الشرعية والقانون، وسنظل مع الشرعية إلى النهاية ونحترم القانون والدستور. · لكن هناك الأقاويل التى ترى أن هذا البيان جاء نتيجة الحشود التى خرجت الأحد الماضى؟ ** هذا الكلام غير صحيح، فلماذا استجابت القوات المسلحة لملايين التحرير، ولم تستجب لملايين رابعة العدوية. · ما موقف القوى الإسلامية من هذا البيان؟ جميع القوى والأحزاب والائتلافات والتيارات الإسلامية ترفض الانقلاب على الشرعية، ومستعدة لتقديم كل التضحيات، من أجل الحفاظ على شرعية الرئيس محمد مرسى أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر، وهناك حالة من الغضب الشديد بين صفوف التيارات الإسلامية لما يستشعرونه من تحرش واضح بشرعية الرئيس محمد مرسي.