في سياق سنة التداول الحضاري للمجتمعات الأمم تصعد الأمم حينا وتهبط حينا آخر وهذا أمر طبيعي ومقبول إلى حد ما ، لكن الذي ليس طبيعيا ولا مقبولا من كل نفس إنسانية سوية تعيش على الفطرة السوية التي فطرها الله تعالى عليها أن تعيش حرة كريمة تحفظ لنفسها إنسانيتها وكرامتها التي اختصها الله تعالى بها من دون الخلق بل وسخر الكون كله لخدمة الإنسان وصيانة كرامته الإنسانية وحقه الحر الكريم في حد أدنى من الحياة الإنسانية الكريمة الآمنة المستقرة ، والأعظم من ذلك أن الله تعالى الذي خلق هذا الإنسان منحه عقلا مفكرا مبدعا موجها لإراداته الانسانيةالمكرمة حيث شاء أن يفكر ويعتقد ويتجه ويعمل ، حتى أن خالقه عز وجل منحه حرية الإيمان بالله أو عدم الإيمان . ليس طبيعيا ولا منطقيا أن تنتزع من هذا الإنسان إرادته وكرامته وحريته وعقله ليفرغ من كل ما هو انسانى وليصير مثله مثل الحيوان ، وان يتم هذا ليس على مستوى فرد أو مجموعة أفراد أو جماعة أو حزب أو تيار ما بعينه ، ولكن يمتد لأمة بأسرها امة مكونة من أكثر من ثمانين مليون إنسان ومواطن مصري هذا الأمر منافي تماما للفطرة الانسانية ومغاير لطبيعة النفس البشرية خاصة إذا كان في امة مثل الأمة المصرية منبت العلوم والحضارات ومفخرة العلماء والمفكرين والأعلام الذين اضاؤا ومازالوا يضيئون الدنيا في كافة مجالات الحياة. الأمر جدا خطير خاصة عندما تحطم القيم والثوابت ، وتنحدر قطاعات كبيرة متتالية من الآمة في وادي سحيق مظلم لا نهاية له ، وتغيب البوصلة وتغرق السفينة ويمتد غرقها حتى تستقر في القاع وللأسف مازال بقايا الركاب يتصارعون فيما بينهم على أفكارهم الجزئية البسيطة التي كانوا يتحدثون بها وهم على سطح السفينة يوما ان كانت طافية على سطح البحر. يا قومنا ... يا كل قلب حي نابض في هذه الأمة ... يا كل قلب مخلص مكلوب على ما آل إليه حال الأمة المصرية ، يا كل خائف من يوم اللقاء والمساءلة أمام الله ماذا قدمت لهذه الأمة حين سرقت ونهبت ودمرت ، يا كل خائف من التاريخ أن يذكر أو يرتبط اسمه بهذه المحطة من التاريخ فتنهال عليه لعنات الأجيال انه كان من الساكتين المتخاذلين النائمين المشاركين الراضين ، آو المتصارعين الصغار منزوعي الكرامة والإرادة والإنسانية على فتات موائد اللئام. يا أيها الإخوان المسلمون، يا أيها الإخوة المسيحيون، يا حزب الوفد يا حزب الغد يا حزب الكرامة ويا حزب الوسط ويا كل حزب يا حركة 6 ابريل و7 و8 و9 و10 من كل شهر يا أيتها الجبهات الوطنية المتعددة المتنوعة ليكن الجميع على علم أن مصلحته في الاحتشاد الواحد ، حتى وان عرض وسيعرض عليه إغراءات كثيرة متدرجة ولكنها في النهاية ثمن بخس لبيع مصر نريد هما عاما لا هموما خاصة متعددة ، هم وهدف واحد فقط وبوصلة واحدة فقط تتنوع فيه كل الأفكار والجهود والألوان ففي التنوع ثراء وقوة ولكن في اتجاه واحد لنجيب عمليا على سؤال واحد كيف ننتشل السفينة ونعود بها إلى السطح ونعيد سفينة مصر إلى مالكها وحاضنها الحقيقي شعب مصر ليتحمل مسئوليته الكاملة في إعادة بنائها من جديد وتمكين مفاصل القوة في يده هو فقط عبر صناديق الاقتراع الحرة الشفافة واحترام كرامة وعقل والرادة الكانسان المصري. نريد أفكارا جديدة غير متقادمة ولا مكررة ، نريد ابتكارا غير مسبوق، نريد احتشادا واحدا لا حشود متعددة، نريد برنامجا واحدا ، ووعاءا واحدا ، وكلما احتشدت الصفوف تمايزت وكلما تمايزت قوى واحد وضعف كل الآخر. المهم أن نعيد السفينة إلى السطح ونستعيد لها قوتها ونضارتها وبطبيعتها ستتحمل كل التنوعات والأيدلوجيات والبرامج ولأصحاب السفينة الحقيقيون رأيهم . نحن الآن أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة وربما لن تتكرر ، لا للتردد لا للحسابات الخاصة والتيارات والأجندات الخاصة هناك تيار واحد وأجندة واحدة يجب أن تعلو فوق الجميع هو تيار مصر وأجندة مصر وفقط. ليظل الجميع متمسكا برئيه الذي يعتقده ويؤمن به ولا ضير في ذلك فهذا حقه الذي منحه الله إياه أن يعتقد بما شاء ويفكر ويعمل بما شاء ، ولكن يرتدى فوقه رداء واحدا فقط هو رداء مصر ، ووالله إن هذا الرداء الواحد هو الذي سيحفظ له رداءه الخاص الذي يحب أن يرتديه .