من أعجب العلاقات الإنسانية على الإطلاق العلاقة الزوجية. توقفت كثيرًا عند حكمة الخالق العظيم فيها فازداد عجبى!! فكل العلاقات الإنسانية الأخرى تنبع منها وتصب فيها، إذا صلحت صلح سائر جوانب الحياة، وإذا فسدت - لا قدر اللّه - كانت الحياة كئيبة، وإن بدا عكس ذلك. إن السعادة تنبع من بيوتنا وتصب أينما ذهبنا، لا أقول إننا نعيش فى الجنة، ولكن استقرارنا النفسى والعاطفى، هو الذى يجعلنا نحل مشكلاتنا بحنكة، ونتعامل مع أزماتنا بحكمة. فى انتظار رسائلكم... فى غاية الخجل.. ولكن فى غاية الشجاعة أنا يا سيدتى شاب من إحدى قرى محافظات الوجه البحرى، أبلغ من العمر 33 سنة، تخرجت فى إحدى كليات القمة، أنتمى لأسرة مرموقة من أعيان قريتنا، نشأت نشأة طبيعية كأى طفل فى قريتنا، وكان تطورى النفسى طبيعياً، وكنت أتحدث مع أقرانى عن الفتيات ومفاتنهن، وكان البلوغ لدى طبيعياً أيضاً وكانت كل توجهاتى الشهوانية ناحية الفتيات، ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان، وحين كنت فى سن السادسة عشرة، كان أحد أصدقاء والدى السكندريين ضيفاً علينا فى البيت، وكان يبيتِ فى غرفتى، بل فى فراشى، وبعد أن تعمقت فى النوم، أحسست بإحساس غريب ثم أفقت شيئاً فشيئاً على صدمة شديدة، وجدت صديق والدى يحاول ممارسة الجنس معى بطريقة قوم لوط، واعتمد على حديث والدى له بأن نومى ثقيل، وكان قد وصل إلى مرحلة متقدمة من الممارسة بالفعل، فوقعت بين شيئين لم أستطع حسم الموقف لصالح أحدهما، فمن ناحية كنت أستحسن إحساس المغامرة والشىء الجديد الذى لم أشعر به من قبل، ومن ناحية أخرى أعلم جيداً أن هذا خطأ وحرام بكل المقاييس، فآثرت التظاهر بالاستمرار فى النوم حتى أعلم ما سينتهى إليه الأمر، وانتهى الأمر بالفعل بأن قضى صديق والدى وطره وشهوته، ثم خلد إلى النوم هو الآخر، ومرت الليلة وعاد إلى بلده تاركاً هذه العلامة فى نفسيتى، وهذا التوق إلى تجربة مماثلة أخرى، وكانت زيارات هذا الرجل تتكرر لنا، وكنت أنتظرها بفارغ الصبر، لأنه كان كلما قضى ليلته عندنا كان يكرر ذات الفعلة، وكنت أيضاً أستمتع بها، ومرت الشهور وبدأت الزيارات تتباعد حتى اختفت تماماً، فاتجهت بشهوتى منذ ذلك الحين للرجال، خاصة ذوى السن الكبيرة التى تقارب سن والدى وصديقه ذاك، ولكن لم أجرؤ يوماً على مفاتحة أحد أو الاعتراف لأى شخص بما أضمره فى نفسى أو ما أشعر به، ولكنى أميل ميلاً صامتاً للشخص تلو الآخر، وأكتفى فى ذلك بالنظرات الصامتة والمشاعر التى أكتمها بين ضلوعى، وقد جار ذلك تماماً على الميل الطبيعى ناحية الجنس الآخر، فأصبحت لا أنظر لامرأة بشهوة، وهذا هو لب المشكلة، فأنا رجل مكتمل الرجولة، ولدى الإمكانات اللازمة للزواج، وسليم تماماً من الناحية العضوية، ولكنها مشكلة الاشتهاء الذى لا أجده إلا ناحية الرجال، ، ولكن ذوى المواصفات التى أسلفتها وقد مر على الواقعة الأولى لهذه الممارسة من صديق والدى «لا سامحه الله» حوالى سبع عشرة سنة، وقد نشدت فيها العلاج لدى أكثر من طبيب من تخصصات مختلفة، وسمعت نصائح كثيرة منهم، فحيناً يقولون لى إننى خلقت هكذا وأننى لابد أن أتعايش مع هذه الحالة، وقد أراحنى هذا الرأى الذى اتفق عليه الكثير منهم نفسياً، ولكن كان عقلى يرفضه اليوم بعد الآخر ولا ترتاح له فطرتى.. وحينا آخر يقول لى الطبيب إن كل ذلك سيزول عند الزواج الذى لابد أن أعجل به، ولكنى كنت أقول لنفسى إنه حرام على أن أظلم بنات الناس، وأننى لا أرضى لأختى زوجاً مثلى لا يشعر نحوها بأى ميل جنسى من أى نوع.. وحيناً يقول لى الطبيب إننى مصاب بوسواس قهرى ويجب العلاج النفسى والسلوكى منه، وقد سئمت كل هذا وأكثر منه، بما فيها الأدوية المضادة للاكتئاب التى كانت تزيدنى اكتئاباً حين كانت تمر الشهور والسنون وأنا كما أنا، حتى شاهدت تحليلك للحالة فى برنامج تليفزيونى وقولك إنها سلوك مكتسب وإنها نقش على الصفحة البيضاء المسماة القالب الجنسى، فكان ذلك برداً وسلاماً على قلبى، وكان عوناً لى على تحليل حالتى بعد أن استرجعت تاريخ حالتى وأسبابها.فأرجو منك يا سيدتى الفاضلة أن تنصحينى بخطوات العلاج وكيفية استعادة الميل الجنسى الطبيعى ناحية النساء حتى يتسنى لى أن أتزوج وأرضى ربى وأهلى وأكمل نصف دينى.. وجزاك الله كل الخير. سيدى الكريم.. أولاً دعنى أشيد بشجاعتك الأدبية، من ناحية، لعرض مشكلتك والاعتراف بكل فصولها، ومن ناحية أخرى لطلبك العلاج والسعى للحياة السوية الطبيعية، ومن ناحية ثالثة لحرصك على بنات الناس على حد تعبيرك وعدم الارتباط بفتاة لا ذنب لها لمجرد حفظ ماء الوجه أو السعى لإكمال الشكل الاجتماعى أمام الناس. ثانياً: أود أن أؤكد على حقيقة ثابتة لا مراء فيها، وهى أن فطرة الله سبحانه وتعالى فى خِلقه فطرة سليمة، خاصة من ناحية نوعية الميل الشهوانى لكل جنس ناحية الجنس الآخر، فيسرى الميل فى إطاره الصحيح إلا إذا اعترضه عارض - مثلما حدث لك - ولكن لا يمكن أن تكون الميول الجنسية الشاذة خلقة ولا وراثة ولا جينات كما تزعم المراجع الأجنبية، ونعلم جميعاً ما توعد الله به قوم لوط، ولو كانت فطرةً أو خلقةً لما كان الله معاقبهم، فما ربنا بظلام للعبيد. ثالثا: أما عن الحلول المقترحة يا صديقنا العزيز، فبعضها سأورده لك، أما البعض الآخر فلا يقال إلا بعد دراسة الحالة دراسة مستفيضة تستوجب اجتماع الطبيب والشاكى من هذا العرض.. أما ما يجب عمله كبداية للعلاج فهو يتلخص فى النقاط التالية: 1- الابتعاد عن كل ما يوقظ ذكرى هذه الأفعال من أماكن أو أشياء أو أفراد، ومحاولة طرد الذكريات من الذهن كلما وردت. 2- التقرب إلى الله بالفروض والنوافل والدعاء المستمر لله بأن يزيح هذه الغمة وأن يقويك على التصدى للأفكار الخاطئة وأن يهبك الصبر على العلاج وإن كان صعباً عليك. 3- العمل الدءوب على التشبع الذهنى والنفسى بأنك إنسان صحيح الخلقة وأن هذه الحالة زائلة بإذن الله مهما طال أمدك بها، واسترجاع الأحاسيس الطبيعية لمرحلة البلوغ والمراهقة. 4- عدم اليأس وعدم استعجال الشفاء حين تجد نفسك تحن لهذه المشاعر غير الطبيعية، ولكن لتكن دائماً متيقظاً ومتحفزاً لطرد هذه الخواطر 5- الابتعاد عن النصائح العجيبة الداعية لمشاهدة الأفلام الإباحية أو تجربة العلاقة الآثمة مع امرأة مأجورة - والعياذ بالله فقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لم يجعل خيرنا قط فيما حرم علينا. سيدى.. لقد قمت بأولى خطواتك نحو الشفاء والعافية والسعى لرضا الله وعفوه ومعافاته، فأتم جهودك وسيتم الله عليك نعمته، فإنه نعم المولى ونعم النصير. [email protected] www.hebakotb.net