تسود حالة من الغموض في المشهد السياسي التونسي عقب الخطوة الأخيرة التي قام بها قائد أركان الجيش التونسي رشيد عمار، بإعلان استقالته من منصبه، ولا تزال الصورة ضبابية في ما يتعلق بخريطة التحالفات والتوازنات داخل الأحزاب. وبحسب"سكاي نيوز عربية" فقد دعا أمين الاتحاد العام التونسي للشغل٬ حسين العباسي٬ عمار٬ للعودة عن استقالته. واعتبر العباسي في حوار لإذاعة "شمس أوف أم" المحلية أن قرار عمار مثل مصدر حيرة للشعب التونسي نظرًا لهشاشة الوضع الأمني في البلاد. وذكّر العباسي "بالدور الإيجابي" الذي لعبته المؤسسة العسكرية إبان الثورة التونسية. وتأتي تصريحات العباسي الذي يتزعم أكبر نقابة عمالية في البلاد لتؤكد حالة الغموض التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي في التونسي، فحركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم تمر بأزمة داخلية حادة٬ رغم خطابات الطمأنة التي يخرج بها قادتها للعلن، وعاد مصير رئيس الحكومة السابق٬ حمادي الجبالي، داخل الحركة ليطفو على السطح من جديد. وقال الجبالي -الذي يشغل منصب أمين عام النهضة- إنه "سيحسم قرار ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة مع قيادات وأبناء الحركة وإذا لم يحصل توافق على برنامجي فإني سأخدم تونس من مواقع ومستويات أخرى". وكان الجبالي لمح في أكثر من مناسبة إلى إمكانية مغادرته النهضة، ولم يستبعد محللون أن يذهب الجبالي إلى تأسيس حزب آخر مع "رموز الجناح المعتدل داخل النهضة"، لكنّ أحد المقربين من الجبالي نفى ذلك وقال: إنه من السابق لأوانه الحديث عن هذه الخطوة "وهي غير مطروحة الآن". وأضاف المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن هويته "أن الجبالي يسعى لإقناع قادة الحركة بضرورة الانفتاح على أحزاب أخرى في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى جرعة كبيرة من التوافق".