يعقد كل من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ اجتماعات يومية لأعضائها لمناقشة تطورات الوضع الحالى، فضلاً عن انعقاد اجتماعات شبه دائمة لغرفة العمليات الطارئة التي كونتها القوى الإسلامية لتنسيق تحركاتها من الآن وحتى 30 يونيه استعدادًا لمليونية 28، ووضع خطة انتشار شباب القوى الإسلامية ومناقشة فكرة تشكيل دروع بشرية لحماية قصر الاتحادية. وأكدت مصادر من داخل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، الاستعداد لقبول أى تنازلات تطلبها المعارضة خلال الحوار، عدا فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما رفضت جبهة الإنقاذ الدخول في أي حوار وأكدت تمسكها بإجراء انتخابات مبكرة. وقال أمير بسام، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلين، إن خطاب الفريق السيسي يؤكد أن الجيش مؤسسة وطنية تخشى على مصر، ويحمل تحذيرات للمعارضة من القيام بأي أعمال عنف، وتأكيد أنهم لن يسمحوا بذلك، مشيرًا إلى أن الرئيس محمد مرسي التقي بالسيسي قبل الخطاب وأنه كان بالاتفاق مع الرئاسة، مضيفًا أن المعارضة تتوهم إذا ظنت ان الجيش سينزل للإطاحة بالرئيس، مؤكداً ترحيب الحزب بفكرة الحوار وقبولهم تقديم تنازلات سواء في تغيير الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية أو ضمانات للانتخابات البرلمانية أو تغيير النائب العام. من جانبه، اعتبر معتز عبد الخالق، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوطن السلفى، أن تصريحات الفريق عبد الفتاح السيسي الأخيرة تأتى فى إطار الحياد بين الأطراف السياسية المتفارقة وإنقاذ المشهد السياسى المتأزم، مشيرًا إلى أن القوى السياسية على الساحة تسعى لأن تفسر التصريحات كما يهوى لها. وحذر عبد الخالق من المحاولات التى تسعى إليها النخبة لجر الجيش إلى المعترك السياسى دون وضع اعتبار للنتائج. وعلى الجانب الآخر، أكد نبيل زكى القيادى بجبهة الإنقاذ، أن الجبهة فى حالة اجتماع دائم لمناقشة التطورات التى أحدثتها تصريحات الفريق السيسى، ملمحًا إلى أن الجبهة تلقت اتصالات من قيادات بالجيش رفض ذكر اسمها للدخول فى مباحثات مع النظام الحالى بضمانات منه، بينما أكد أن الاتجاه العام حتى الآن داخل الجبهة يميل إلى رفض الدخول فى مناقشات مع نظام فقد شرعيته. وشدد زكي على أن السيسى حمل فى تصريحاته تهديدًا صريحًا لجماعة الإخوان المسلمين بعد مليونيتهم الأخيرة فى رابعة العدوية، مؤكدًا أن الجيش أعلن بتصريحاته الدخول فى الساحة السياسية أو على الأقل أبدى استعداده لتولى السلطة خلفًا لمرسى. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن فكرة انقلاب المؤسسة العسكرية على الرئيس محمد مرسي مستبعدة، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع يسعى إلى إيجاد صيغة تفاهم والوصول إلى حلول وسط بين كل الأطراف، خاصة أن المشهد الحالى مغاير ل25 يناير، حيث كان الشعب كله في جانب والسلطة في آخر، فكان الانحياز للشعب أمرًا طبيعيًا، أما الآن فالشعب منقسم إلى فصيلين وأن الفريق عبد الفتاح السياسي وكل قيادات المجلس العسكري حريصة على ألا تتحول مصر إلى الجزائر ويدخل الجيش في مواجهة مع الإسلاميين إذا ما انقلب على الرئيس أو يسمح باقتتال شعبي. وأشار إلى أن الفريق عبد الفتاح السيسي قد يتواصل مع المعارضة للضغط عليها للقبول بفكرة الحوار بضماناته الشخصية وتنفيذ مطالبها في التغيير ولكن دون انتخابات مبكرة.