أصيب الكثيرون بالدهشة إزاء البيان الذي أصدره اتحاد كتاب مصر والمتعلق بسحب الثقة من الرئيس مرسي, ومثار هذه الدهشة يعود لأسباب كثيرة جوهرية وأخرى شكلية تتعلق بآليات وإجراءات صدور البيان والتصويت عليه، والتي يمكن أن تلخص في النقاط التالية: - رئيس اتحاد كتاب مصر الكاتب محمد سلماوى ليس شخصية مستقلة, بل هو عضو في حزب المصريين الأحرار, مما يعني أن شبهة الانتماء السياسي والرغبة في تصفية الحسابات السياسية من خلال بوابات أخرى خلفية لها طابع ثقافي وإبداعي، قد تكون هي الباعث والمحرك للدعوة، لعقد جمعية عمومية طارئة. - هناك الكثير من أعضاء الاتحاد والذين تم تجييشهم وتجنيدهم صباح يوم عقد الجمعية العمومية, معروفون بعدائهم الشديد للرئيس وللتيار الإسلامي بشكل عام, ومنهم فاطمة ناعوت – إبراهيم عبد المجيد – عماد الدين أبو غازي – جمال الغيطاني – جابر عصفور,,, وغيرهم. إن نظرة عابرة لتلك الأسماء يثير كثيرًا من علامات الاستفهام, وبخاصة إذا علمنا أن أكثرهم قد نال شهرة مزيفة في العهد البائد مقابل السكوت على جرائم الاستبداد والنهب الذي تعرض له الشعب المصري على يد حفنة من الطغاة والمستفيدين, ولم يتوقف الأمر لدى هؤلاء المثقفين عند حد السكوت, بل تجاوز إلى تظاهرة من التبرير المباركة والتأييد. - لم يشر البيان الذي وصفته بعض الصحف الهزيلة بالتاريخي, إلى عدد أعضاء الجمعية العمومية الذين حضروا الاجتماع, والذين لم يتجاوز عددهم 111 عضوًا من حوالي 2000 عضو, وهو رقم هزيل يعبر عن رفض مثل هذه الدعاوى السياسية التي تتشح بعباءة ثقافية, وعدم الإشارة إلى عدد الحضور يعني شعورا بالحرج لدى السيد سلماوي رئيس الاتحاد من الإخراج البائس والتعيس لمسرحية بيان اتحاد كتاب مصر. - تم منع المعارضين للبيان من التفوه ولو بكلمة واحدة, وفي هذا إخلال بمبدأ الموضوعية والحيادية التي يجب أن يتحلى بها من يزعمون أنهم قادة الفكر والثقافة. - لم يعرض البيان على مجلس الإدارة فيما يعد مخالفة واضحة للائحة الاتحاد. - ادعاء البيان أنه خرج بإجماع مجلس الإدارة, وهذا لم يحدث ابتداء، حيث إن هناك بعض أعضاء مجلس الإدارة الذين عارضوا البيان, وهناك البعض الآخر الذي لم يحضر اعتراضًا على عدم إبلاغه مسبقًا. - قيام بعض أعضاء الاتحاد – وأنا منهم – بالتشاجر مع كل من محمد سلماوي وعماد أبو غازي وجمال الغيطاني، متهمًا إياهم بأنهم لم يعهد عليهم القيام بأدوار البطولة من قبل, فهل تناولوا مؤخرًا حبوب الشجاعة؟ إضافة إلى قيام الكثيرين بتهديد سلماوي بسحب الثقة منه, وأنا شاهد عيان على ما حدث. - رفض اتحاد الكتاب للقنوات التليفزيونية بتصوير المؤتمر الذي عقده المخالفون والرافضون للبيان، مما يؤكد أن هؤلاء العواجيز الذين نشئوا وتربوا في عصور الاستبداد لا يمكنهم أن يمنحوا الشعب ديمقراطية هم أول من يكفر بها. وأخيرًا, فربما تشهد الأيام القادمة تصعيدًا ضد رئيس اتحاد كتاب مصر, يصل إلى حد سحب الثقة منه هو أيضًا, جزاء وفاقًا.