اعْتَبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الانتخابات السودانية، المقرَّر إجراؤها غدًا الأحد، "خطوة مهمة" إزاء تفعيل اتفاقية السلام الشاملة بالبلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كرولي في تصريح للصحفيين: إن واشنطن تعتبر الانتخابات السودانية خطوة مهمة إزاء تفعيل اتفاقية السلام الشاملة التي أنهت حربًا استمرت 22 عامًا بين الشمال والجنوب". وأشار كرولي إلى أنه "سيتمُّ نشر عدد كبير ومهمّ من المراقبين" سواء كانوا مراقبين محليين ذوي مصداقية أو مراقبين دوليين، مضيفًا: "إننا نرغب في رؤية تلك الانتخابات تُجرَى وفقًا للخطط الموضوعة بأسلوب يعكس إرادة الشعب السوداني". وشدَّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على الحاجة إلى إجراء انتخابات نزيهة في السودان بقوله: إن "الولاياتالمتحدة ستستمرّ في العمل بجهد كبير جدًّا مع السلطات هناك للإعداد لتلك الانتخابات المقررة الأحد، والتي ستستمر خلال معظم الأسبوع المقبل، ولكننا لن نتردد في الإعلان عندما نعتقد أن تلك الجهود لا تتماشى مع المعايير الدولية". وكانت الحملات الإعلامية للانتخابات السودانية قد انتهت أمس، وسط مقاطعة عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية، وإصرار الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم على إجراء الانتخابات في موعدها. وفي ختام مهرجان شعبي للرئيس السوداني عمر البشير بعد جولة شملت جنوب السودان ودارفور وكسلا في الشرق ومنطقة النوبة في الشمال، أكَّد أنه قام بتنمية متوازنة في جميع المناطق السودانية. كما هاجم البشير المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بالمسئولية عن جرائم حرب وقعت في إقليم دارفور، وقال البشير أمام تجمع للآلاف من مناصريه في العاصمة السودانية الخرطوم: إن الغربيين -في إشارة إلى الجنائية الدولية وصندوق النقد الدولي- يجب ألا يوجهوا الإهانات للسودان". ومن جانبه نفى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت أمس الجمعة عدم خوض الحركة للانتخابات في الشمال، مؤكدًا أن إعلان باقان أموم الأمين العام للحركة بمقاطعة الانتخابات قرار شخصي. وأكد سلفاكير التزام الحركة الشعبية بخوض الانتخابات في الشمال، داعيًا لدى تدشينه حملته الانتخابية بمنطقة يرول إلى تهيئة المناخ للانتخابات لضمان نزاهتها وحياديتها. إلى ذلك، عزَّزت قوات الأمن السودانية والمنظمات الدولية انتشارها الأمني عشية بدء أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ ربع قرن. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لتأمين الانتخابات اللواء شرطة محمد أحمد علي: إن أكثر من 100 ألف رجل شرطة يقفون على أهبة الاستعداد لتأمين الانتخابات. كما قامت الأممالمتحدة بنشر حوالي عشرة آلاف جندي وشرطي في جنوب السودان والمناطق الحدودية بين الجنوب والشمال. وأُعلنت حالة التأهب لدى الهلال الأحمر السوداني، وقال مسئول في جمعية الهلال الأحمر: إنها استدعت نحو 15 ألف متطوع في مجمل أنحاء البلاد تحسبًا لأي طارئ.