كل المصريين في مشارق الأرض ومغاربها ينتظرون ببالغ الحزن نهاية الشهر الجاري بعد الاستقطاب الشديد الموجود في الشارع المصري منذ عدة شهور، والذي ازداد بعد ظهور حركة تمرد، وقيامها بجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي. وقد أدى ذلك إلى ظهور حركة مناهضة لها ومؤيدة للرئيس مرسي، وهي حركة تجرد، وقد بدأت هي الأخرى في جمع توقيعات لتأييد بقاء الرئيس حتى نهاية مدته. ومن المؤكد أن البلاد ستشهد حالة اضطراب، ولا يعلم ما الذي ستسفر عنه هذه الاضطرابات إلا الله. وأتمنى من كل قلبي أن يدير الرئيس هذه الأزمة بنجاح ويستمع لأصوات معارضيه ويحاول التعامل معهم ونيل ثقتهم أو علي الأقل نيل ثقة بعضهم. ولن يتم ذلك إلا بالقيام بأفعال ملموسة وعدم الاكتفاء بالوعود، فالتاريخ يؤكد أن الوعود لا يتم الوفاء بها. ولا أريد أن أخوض في السبب الذي أدى إلى هذا الاستقطاب، فقد بينته في مقالات سابقة، ولكن أريد أن أتحدث عن السيناريوهات المتوقعة خلال الأيام القادمة. 1- قيام الرئيس بإرادته الحرة بالدعوة إلى انتخابات مبكرة إيماناً منه بحق الشعب في ذلك. 2- قيام الرئيس بعمل استفتاء شعبي لأخذ رأي الشعب بخصوص الانتخابات الرئاسية المبكرة، وذلك استجابة لبعض من طرحوا هذا الحل، ومنهم مستشار الرئيس السابق محمد فؤاد جاد الله، والذي أكد أنه سيشارك في مظاهرات 30 يونيه. 3- عدم أخذ أي خطوات للتخفيف من حالة الاحتقان الموجودة في الشارع والانتظار حتى تبدأ المظاهرات وترك الأمن يتعامل معها، وفي هذه الحالة هناك احتمالان.. الأول: تمكن الأمن من السيطرة على المظاهرات ومن ثم هدوء الأمور نسبياً. الثاني: عدم تمكن الأمن من السيطرة، وفي هذه الحالة سينزل الجيش للشارع، ولو استمرت المظاهرات، فسيتم إجبار الرئيس على التنحي، كما حدث من قبل مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك. 4- نزول الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية للدفاع عن شرعية الرئيس وتأييده وفي هذه الحالة من الصعب السيطرة على الوضع، ومن الممكن جداً أن يفشل الجيش أيضاً في فرض سيطرته على البلاد، وهذا هو أسوأ السيناريوهات، والذي من الممكن أن يؤدي بالبلاد إلى حالة من الفوضى قد تستمر سنوات عديدة وربما تنتهي بتقسيم مصر. أتمنى أن تمر هذه الفترة دون إراقة دماء، فالله تعالى يقول: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً". والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا". وروى البخاري عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا". فليحذر كل مسلم أن يقع في هذا الإثم العظيم واعلموا أنه لن يغني عنكم من الله شيئاً، فالله يقول في محكم التنزيل: "وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً". فلن يحاسب أي شخص نيابة عنك حتى لو كنت تأتمر بأمره في الدنيا، فالله سبحانه وتعالى قد جعل لنا عقولاً نميز بها الخبيث من الطيب. نسأل الله أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه وأن يحفظ مصر والمصريين من كل سوء، وأن يؤلف بين قلوب المصريين جميعاً.